ثالوث مزعج هو نتاج حوادث السيارات في بلادنا. فالاحزان تزور البيوت وتستوطن الوجدانات حين تفقد الأسر أحد افرادها بالموت. والإعاقة تُعطّل العناصر البشرية كقوّة منتجه جرّاء الإصابات الجسدية. أما المليارات من الريالات فقد تجاوزت 15 مليارا وذلك ما يصرف سنويا على الحوادث ونتائجها وقطع الغيار، هذا غير إشغال الكثير من أسرّة المشافي لعلاج المصابين. قيل الكثير عن الحوادث من التنظير وتم طرح واقتراح الحلول القابلة منها للتطبيق والخيالية ومع هذا لم يتغير من الأمر شيء. القتلى في تزايد حيث العدد وصل أو تجاوز 7 آلاف قتيل يموتون كل 12 شهرا في مسارح الحوادث وتُسجّل في الإحصاءات الرسمية، أما من يموت بعد نقله للمراكز العلاجية فهو لا يُذكر ضمن هذا العدد. حسناً هل نظل نندب ونلطم ونتفرج على ما يحدث؟ أين الأجهزة المعنية؟ ولماذاغابت؟ خللٌ في تدريب السائق.. خللٌ في تطبيق قانون المرور ولائحته التنفيذيّة.. فجوة تتسع ما بين المجتمع وجهاز المرور.. تناس أو تغييب للقضيّة وكأنها سحابة عابرة سرعان ما تنقشع.. غيابُ في برامج التثقيف والتوعية وصياغة المفاهيم تجاه هموم الساعة وقضايا العصر.. أيها السيدات والسادة لسنا بمعزل عن العالم فما يحدث فيه يحدث لنا ولن نطلب باختراع العجلة من جديد فقد تم اختراعها وانتهت الحكاية. لم يبق لنا سوى قراءة تجارب الشعوب الأخرى والاستفادة منها، هُناك من وضع خطّة تهدف إلى الوصول لرقم (صفر) في قتلى حوادث السيارات.. فمتى فكّرت الأجهزة المعنية بخطّة كهذه وعليكم تصور بقيّة الحكاية؟