انقطع حديثي عن قضيّة حوادث السيارات التي تبنيتها منذ زمن بسبب طغيان أحداث مضت لا يُمكن تجاهلها أو تأجيل الحديث عنها وها أنا ذا اليوم أعود وبجعبتي حكايات متعددة عن تلك الآفة سيّما والفاقد جرّاءها العنصر البشري فكل شيء يُمكن تعويضه عدا الإنسان حين يموت فلا مجال لتعويضه لا بالاستنساخ ولا بإحلال الآلة مكانه كعنصر مُنتج ، ثم أقول إن لكل مجتمعٍ خواصهُ التي تُميزه عن غيره أو سلوك أفراده فعلى سبيل المثال قد تشترك بعض المجتمعات التي تسمح بتعاطي المشروبات الروحية في تزايد نسبة ارتفاع وقوع حوادث السيارات وبالعكس قد تتصدر الأسباب في مجتمعات أخرى سوء تصميم الطرقات وفي ثالثة ضعف تأهيل المركبات ورابعة غياب الضابط النظامي بالتزامن مع انعدام وعي المجتمع .. وهكذا . إنما في بلادنا تتشعب أسباب تزايد وقوع حوادث السيارات وبالتالي ارتفاع نسبة القتلى والمصابين ، وليسمح لي الزملاء في إدارات المرور أن أقول وبكل وضوح إنهم رغم رصدهم وتسجيلهم كل حادث يقع ثم رفع تلك الإحصاءات الباهتة إلى مراجعهم وكأنهم يقدمون نتيجة لعبة بلوت (لنا ، لهم) لكنهم في الواقع ومن خلال تجربة عملية ميدانية لا يدرسون أو يدققون أو حتى يقترحون الحلول كُلّ في منطقتهِ .تتصدر أسباب الحوادث على الطرق خارج المدن نوم السائق ثم انفجار الإطارات هذا غير تراخي الجهات المسؤولة عن ضبط ما يدور على الطريق..!! أحتفظ بقصاصة عن خبرٍ نشرتهُ هذه الجريدة نقلاً عن وكالة رويترز من بكين قيام شُرطة المرور في منطقة تشو نغتشينغ تقديم الفلفل الحار للسائقين في محطات الخدمات بالطرق السريعة تمسكاً بالاعتقاد الصيني التقليدي بان الناس يشعرون بالنعاس بصورة أكبر في فصل الربيع ونقلت الوكالة عن أحد السائقين هناك قولهُ " من الطيب الحصول على الفلفل الحار عندما تكون مُتعباً من القيادة ..إنهُ مُنبّه ". ما شدّ انتباهي، الصورة المرفقة بالخبر حيث ضابط المُرور هُناك يُقدم سلّة مليئة بقرون الفلفل الأحمر الحار المُغرية للسائقين الذين لا مهرب لهم من تناوله أفضل من تلقي قسائم المخالفات ...أقول ما الذي سيوزعه رجال أمن الطرق في بلادنا على السائقين للحفاظ على حياتهم ؟؟ يمكن أعواد مساويك ..!