الفواكه من الأطعمة الطبيعية الغنيّة بالعناصر المغذية المهمة، وهي أيضاً من مصادر الفركتوز (سكر الفواكه) الذي تدل الأبحاث الحديثة على علاقته القوية بالإصابة بالبدانة. وكتاب الدكتور جونسون The Fat Switch الذي تحدثنا عنه في مقالين سابقين يؤكد أن استجابة الجسم لسكر الفركتوز تختلف من شخص إلى آخر وتعتمد على مستويات الحامض البولي uric acid في الدم، فارتفاع الحامض البولي يدل على حدوث حالة من التسمم من الفركتوز. وفي فيلم على اليوتوب يستمر لساعة كاملة (يمكن مشاهدته عند إدخال اسم الكتاب واسم الدكتور) يتحدث الدكتور جونسون عن الكتاب وعن أبحاثه المستمرة فينصح بقوة باعتماد فحص مستويات الحامض البولي في الدم بدلا من فحص الدهون الثلاثية لأن ارتفاع الحامض البولي مرتبط بالسكري وبارتفاع ضغط الدم وبمخاطر الإصابة بأمراض القلب وبأمراض الكلى وبالإصابة بالبدانة. ويؤكد الكتاب أيضاً أن مستويات الحمض البولي الآمنة في الجسم تتراوح بين 3 وَ 5.5 ملليجرام في كل ديسيلتر، وارتفاعها عن ذلك يدل على التحسس من سكر الفركتوز، مما يجعل تأثير الفركتوز، حسب كلامه، يتجاوز مقدار الطاقة التي يستمدها الجسم من الفركتوز، أي يعمل بمعزل عن عدد السعرات الحرارية التي فيه!! وعندما سئل الدكتور عما إذا كان من الضروري الحد من تناول سكر الفركتوز تماما من جميع مصادره (ومنها الفواكه الطبيعية) أو فقط التوقف عن استخدام الموجود منه على شكل سكر كشراب الذرة عالي الفركتوز، أو السكر الأبيض العادي ذكر الدكتور أنه أجرى تجارب على مجموعة من المرضى جعلهم على مجموعتين: الأولى اتبعت حمية ينخفض فيها سكر الفركتوز كثيراً من جميع مصادره، والثانية ينخفض فيها سكر الفركتوز ولكنها سمحت ببعض الفواكه الطبيعية. وكانت النتائج مشجعة للغاية للمجموعتين فقد انخفضت مستويات الدهون الثلاثية وانخفض ضغط الدم وخفت مقاومة الإنسولين لدى أفراد المجموعتين. وينصح الذين يحبون تناول الفواكه بفحص مستويات الحامض البولي لديهم، فإذا كانت مرتفعة عليهم التقليل من الفواكه، أما إذا كانت طبيعية وهم ليسوا مصابين بالبدانة فلا بأس بالاستمرار في تناول الفواكه. والجدير بالذكر أن محتوى الفواكه من سكر الفركتوز يختلف من نوع إلى آخر. والتالي جدول يبين الاختلاف بين بعض منها: