خلق التجاذب السياسي بين البحرين وإيران قبيل انطلاق القمة الخليجية في المنامة حالة احتقان في الوقت الذي يعقد قادة دول مجلس التعاون اجتماعاهم السنوي في العاصمة البحرينية المنامة. ودفعت حدة التصريحات التي أدلى بها مسؤول إيراني قبيل انعقاد القمة الخليجية في المنامة حول قيام القوات البحرينية باستخدام الغاز في قمع التظاهرات إلى قيام رئيس الدبلوماسية البحرينية الشيخ خالد آل خليفة بطرح سؤالاً من خلال حسابه على تويتر، وقال: "متى نعقد اجتماع أصدقاء الشعب الإيراني"، وهو سؤال يحمل مغزى سياسياً أكثر من كونه سؤال يحتاج إجابة. وتأتي حالة الاحتقان هذه في الوقت الذي تحتضن فيه البحرين قمة مجلس التعاون. وقبيل انعقاد القمة عادت إلى الواجهة دعوة خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بضرورة انتقال المجلس من التعاون إلى الاتحاد وهو الأمر الذي استفز النظام الإيراني خصوصاً مع تسريبات بأن يشمل هذا الاتحاد في البداية المملكة والبحرين، ولم تأتي تصريحات الإيرانية تجاه البحرين من قبيل المصادفة، وهو أمر يزعج الساسة في البحرين خصوصاً وأن القمة الخليجية هي أهم حدث سياسي سنوي في الخليج، وترغب المنامة أن يخرج في أفضل صورة تنعكس إيجاباً على موقف الدولة داخلياً وخارجياً. وفور انتهاء الاجتماع التكميلي الوزاري لوزراء خارجية دول التعاون تحدث وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل موجهاً انتقاده إلى طهران واصفاً تدخلاتها في الشؤون الداخلية الخليجية بغير المقبول. حالة الاحتقان السياسي بين الجانبين ترجعها الدول الخليجية إلى عدة عوامل: 1-التخوف الخليجي من الملف النووي الإيراني بكافة تداعياته العسكرية والبيئية. 2-التدخلات الإيرانية المستفزة في الشأن الداخلي ومطالبة الدول الخليجية طهران باحترام دول الجوار. 3-التوتر السيادي بين الإماراتوإيران على خلفية احتلال الأخير للجزر الإماراتية الثلاث. 4-التوقف عن ما تسميه دول التعاون السياسات العدائية والتصريحات التحريضية التي تصدر من بعض المسئولين الإيرانيين، وطالب المجلس إيران بالتوقف عن هذه الممارسات التي لا تسهم في خدمة وتطوير العلاقات معها.