سعادة الأستاذ تركي بن عبدالله السديري - حفظه الله - رئيس تحرير جريدة «الرياض» اطلعت على ما كتبته الأستاذة أميمة الخميس؛ المثقفة والأديبة، في الجريدة تحت عنوان (إنها الرياض) والمنشور يوم الاثنين 26 محرم 1434ه (العدد 16240)، وأسجل تقديري لحرصها على التاريخ الوطني ومنه تاريخ الرياض، وتأييدي لغيرتها الوطنية التاريخية، وحول إشارتها عن أين الرياض من الموسوعات الشاملة لتاريخها المديد والراصدة لتغيراتها السريعة في المبنى والمعنى، أو أين هي الموسوعات من الرياض وريثة حجر اليمامة؟ فقد أجابت عنه بما ذكرته من محاضرة الدكتور محمد الربيع حول أن دارة الملك عبدالعزيز تتصدى لعمل موسوعي هو (المعجم الشامل لمدينة الرياض)، وهو بالفعل مشروع علمي يقوم على منهج تاريخي راق غير تقليدي للتعاطي مع مكونات الرياض المرئية من المعمار والآثار والأماكن والإزاحات المكانية والمقرات والمباني الأولى، وكذلك الجوانب غير المرئية من النتاج العلمي والإرث الفكري واللهجات والفلكلور والأزياء وكل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الأخرى، محاولاً المشروع أن يرصد التفاعل المتبادل بين هذه العناصر بموضوعية وشمولية وما يحدثه من تقدم مدني وحضري، فضلاً عن أن هذا المشروع واجبه الأول سبر عمق الرياض (حجر اليمامة) التاريخي منذ عصر ما قبل الإسلام حتى اليوم. وسبق أن نشرت الدارة عدداً من الاصدارات التي تعنى بتوثيق تاريخ الرياض مثل (معجم مدينة الرياض) المطبوع عام 1419ه، و(فجر الرياض)، و(الطريق إلى الرياض)، و(يوميات الرياض: من مذكرات أحمد بن علي الكاظمي)، و(الرياض عبر أطوار التاريخ)، كما قدمت الدارة للمكتبة كتباً عربية ومترجمة عن الرياض بعضها ركّز عليها كمادة رئيسة وبعضها تعرض لها كمكان للأحدث فقط، فضلاً عن ترجمتها وطباعتها لبعض مذكرات وكتب لأجانب زاروا الرياض في عمرها السعودي الأول، بالاضافة إلى ذلك أسهمت الدارة في مناسبة الاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية التي أرخت للرياض من كل الجوانب بصفتها الحضن الأول للدولة السعودية الحديثة، وصدر بهذه المناسبة عدد من الكتب منها (منطقة الرياض: دراسة تاريخية جغرافية اجتماعية) في ثمانية مجلدات، و(دليل أسماء الأماكن في منطقة الرياض)، وقد صدرا عن إمارة منطقة الرياض. ومدينة الرياض بدلالاتها وتغيراتها وتوسعاتها وقيمتها التاريخية بحاجة إلى عمل موسوعي، وهذا ما تعمل عليه الدارة. أشكر للأستاذة أميمة الخميس دأبها الحثيث على الدعوة إلى المحافظة على تاريخ المملكة العربية السعودية، كما أثمن لها في مقالتها حرصها على استجلاء تاريخنا الوطني بكل عناصره وجوانبه ومساراته.. وتقبلوا تحياتي وتقديري.. الأمين العام د. فهد بن عبدالله السماري