عندما يتزوج ابنك فإنك توالي الابتسام باكتمال تكوينه رجلا يسعدك أن تراه قد خرج من عندك كي يتحمل مسؤوليات عمل وبيت وأسرة.. أمه ترقبه بزهو أكثر منك.. لكن حين تتزوج ابنتك فإن الأمر يختلف تماما .. بل جذريا .. في ليلة الزفاف حين تعود فإن ثمة دموعا ستطل من عينيك وعيني أمها وأنتما تمران بغرفتها الخالية.. وثمة غصة ت شرق بها دون أن تحدد سببا معينا لها.. يجب ألا يتبادر إلى الذهن بأن البنت هي الأكثر حبا أو قربا أو أن ذلك يحدث لكونها مخلوقا رقيقا ضعيفا .. لا... السبب تتشابك به معلومات عديدة جميعها تتعلق بمصير البنت.. ما هو المجهول الذي ذهبت إليه..؟.. كيف ستعيش.. ما هي نفسية زوجها.. سلوكياته.. ضميره في التعامل معها..؟ مدى تمكينها أن تكون فعلا شريكة حياة وبيت..؟.. تدمع عيناك لأنك تتذكر حياة عذاب وقهر مرت بها نساء كثيرات, وتدمع عينا الأم لأنها وأنت من تعتقد نفسك مثاليا تتذكر ما مر بها من قسوة معك.. المرأة كائن يعاني اضطهادا متعدد المصادر.. كيف تستطيع أن تقو م في بعض الحالات سلوك زوج يأتيها مترنحا بعد منتصف الليل أو يتركها مع الخادمة أو الطفل بحياة فارغة بينما هو مملوء النشاط والمرح في حياته.. يطلقها متى مل .. يتزوج عليها متى رغب بتنويع متعه.. في مجتمعنا من يقابل موضوع المرأة بفزع شديد وكأنك تحدثه عن كفر إذا نطق ت كلمة "حقوقها" وكأن هذا أمر مصادر تاريخيا منها ويقول لك لقد منحها الإسلام كل ما تحتاجه من حقوق وهذا صحيح في تشريع الإسلام لكنه مصادر في الحياة الزوجية والاجتماعية بفعل أحادية الرجل.. ولأنه مذعور غاضب من كلمتك فإنك لن تجرؤ على سؤاله ما إذا كان قد أعطاها ما وفره لها الإسلام من حقوق..؟.. وفي المجتمعات الأجنبية تستغرب كيف لا تعترض منظمات حقوق الإنسان والثقافة ومريدو الدكتورة نوال السعداوي على ما تتعرض له المرأة من ابتذال وابتزاز في كثير من نشاطات الحياة الاجتماعية والفنية والاقتصادية.. أليس إهدارا لحقوقها كإنسان أن تعرض في أفلام الفيديو كليب وهي أكثر من جسد شبه عار يرافق أغنية فاشلة, فأنت لا تعجب بالصوت وإنما بشبه تعرية الراقصات.. أو أن تختارها دور الأزياء امرأة محكومة بعدم الإنجاب وبإدارة الرؤوس بقدرما تستدير بين أسراب العيون.. لكي تنجح حانة لابد من وجود امرأة.. لكي يربح ناد ليلي فأول شرط لذلك أن تتضمن برامجه نساء مبتذ لات.. ان المرأة كائن تضيع حقوقه بين ممارستين مختلفتين ومتضادتين في الشرق الذي يعلمها جيدا كيف تبتلع دموعها وتدرس مزاجية زوجها لئلا ينفر منها, وفي الغرب الذي يغرر بها فتملأ صحف العالم فنانة أو ملكة جمال أو عارضة أزياء تباهي عن جهل بتفسخ حياتها وعدم تأهيلها لأمومة فاضلة وعضوية مجتمع ايجابية..