أكدت مصادر رسمية في موسكو وصول وحدة من قوات «مكافحة الإرهاب» إلى ميناء «طرطوس» امس ، على متن سفينة الإمدادات «إيمان»، التابعة لأسطول البحر الأسود، في «مهمة» بسوريا، لم يتم الكشف عن طبيعتها، فيما تواصل سفينة أخرى تابعة للبحرية الروسية مهامها في البحر المتوسط. وقال نشطاء في المعارضة إن قتالا اندلع امس بين مقاتليهم والقوات الحكومية فى حى المزة الراقى الذى يسكن فيه رموز النظام بقلب دمشق ونقلت وكالة «إنترفاكس» للأنباء عن مسؤول عسكري قوله إن «إيمان، وهي ناقلة وقود متوسطة الحجم، وصلت بنجاح إلى السواحل السورية بعد إبحارها من ميناء سيفاستوبول، وترسو حالياً في ميناء طرطوس، في إطار المهمة المخططة لها، وعلى متنها وحدة من قوات مشاة البحرية مخصصة لعمليات مكافحة الإرهاب.» وعن سفينة الاستطلاع «أكفاتور»، التي وصلت إلى البحر المتوسط قبل نحو شهر ونصف، قال المسؤول الروسي إن «سفينة أكفاتور، ذات المهام الخاصة، تواصل أيضاً مهامها في البحر المتوسط، وعلى مدار الأيام ال45 الماضية، قامت السفينة، التابعة لأسطول البحر الأسود، بمسح آلاف الأميال في البحار الهائجة، ضمن هذه المهام.»وأضاف المصدر ذاته أن السفينة «إيمان» حلت مكان سفينة الإمدادات الأكبر حجماً «إيفان بوبنوف»، والتي تم إرسالها إلى سوريا في وقت سابق، وعلى متنها وحدة من مشاة البحرية الروسية، «لإظهار تواجد روسيا في تلك المنطقة المضطربة، وللمساعدة في أي عمليات محتملة لإجلاء الرعايا الروس.» يُذكر أن ميناء طرطوس، الواقع على الساحل الغربي لسوريا على البحر المتوسط، يضم نقطة إمداد وصيانة تابعة لأسطول البحر الأسود الروسي.وتواصل موسكو دعمها القوي لنظام الرئيس السوري، بشار الأسد، الذي يواجه أكبر احتجاجات تنادي بإسقاطه منذ توليه السلطة خلفاً لوالده، قبل نحو 12 عاماً، فيما تشن القوات الموالية له حملة قمع واسعة لسحق المعارضة، أسفرت عن سقوط ما يزيد على ثمانية آلاف قتيل، بحسب تقديرات الأممالمتحدة.ولجأت روسيا، إضافة إلى الصين، إلى استخدام حق النقض «الفيتو»، لإجهاض قرار دولي لمجلس الأمن يدعو الأسد إلى التخلي عن السلطة، كما عارضت مراراً مشاريع أوروبية وأمريكية لفرض عقوبات دولية على دمشق، بزعم أنها تريد إنهاء الأزمة السورية بالحوار وتغليب المنطق.الى ذلك قال نشطاء في المعارضة إن قتالا اندلع امس بين مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية بقلب دمشق في أعنف معارك تشهدها العاصمة السورية منذ بدء الانتفاضة ضد حكم الرئيس بشار الأسد. .وقال رامي عبد الرحمن الذي يدير المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن الاشتباكات اندلعت بعد منتصف الليل في حي المزة الراقي عندما اطلق ستة من قوات المعارضة قذيفة صاروخية على منزل للواء بالجيش.واضاف نقلا عن سكان محليين قولهم ان المسلحين احتموا حينئذ بمبنى خاضوا منه قتالا ضد جنود وتردد اطلاق النار في انحاء الحي. وذكرت الوكالة العربية السورية للانباء ان ثلاثة معارضين الى جانب احد افراد قوات الامن قتلوا.وجاءت هذه المواجهة المسلحة بعد يومين فقط من تفجير سيارتين ملغومتين أسفر عن سقوط 27 شخصا على الأقل في قلب المدينة الامر الذي فاقم الخوف من احتمال انزلاق العاصمة الى الفوضى.وأضاف رامي عبد الرحمن إن هذه الاشتباكات هي الأعنف والأقرب الى مقر قوات الامن في دمشق منذ اندلاع الانتفاضة السورية.واظهرت لقطات مصورة اشتعال النيران في الدورين العلويين من بناية سكنية ووجود فتحات في جدرانهما ناجمة عن الرصاص والشظايا. ولا يمكن التحقق بشكل مستقل من التقارير الواردة من سوريا لان السلطات تمنع دخول الجماعات الحقوقية والصحفيين.وتزامنت أحدث موجة للعنف مع وصول فريق من خمسة خبراء الى دمشق اوفدهم كوفي انان مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية المشترك الى سوريا لمناقشة المقترحات الخاصة بنشر مراقبين دوليين في سوريا.وقال مصدر قريب من مهمة مشتركة لخبراء من الأممالمتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي وبقيادة الحكومة السورية إن الفريق بدأ ايضا مهمة لتقييم الاحتياجات الإنسانية في انحاء البلاد.