قمتُ الأسبوع الماضي بزيارتي الثانية إلى المنطقة الشرقية، منذ مجيئي إلى المملكة في مطلع هذا العام، لحضور أسبوع الطاقة البريطاني السعودي. ولقد كان ذلك بالفعل حدثا ممتازا شهد زيارة ما يزيد على 45 شركة بريطانية، بعضها يزور المملكة للمرة الأولى. وصادف هذا الأسبوع كذلك زيارة معالي وزير الدفاع البريطاني إلى الرياض، الأمر الذي يشير إلى قوة العلاقات بين بلدينا. إلا أنني ولذلك السبب، لم أتمكن من قضاء أكثر من يوم واحد مع الوفد الزائر في الخبر. وبالرغم من ضيق الوقت الذي أمضيته هناك، غادرت وكلي ثقة بنجاح أسبوع الطاقة السعودي - البريطاني. تجمع المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية اهتمامات مشتركة في قطاع الطاقة، كالنفط والغاز والطاقة المتجددة وتوليد الطاقة النووية والحرارية الأرضية. وسواء الأمر يتعلق بالساحل الشمالي في اسكتلندا أو المنطقة الشرقية المملكة العربية السعودية، فإن هناك فرصة جلية للتعاون وتبادل المنفعة بين الطرفين. كان أسبوع الطاقة بمثابة فرصة مثالية للشركات البريطانية لتتقاسم خبراتها مع نظرائها السعوديين، وكذلك لتعزيز وترويج العلاقات الثنائية بين المملكتين. كما عكس الحدث اهتمام وتقدير المملكة المتحدة بسوق الطاقة السعودي، وهو السبب الذي يدفع الشركات السعودية للتوجه إلى المملكة المتحدة كشريك تجاري مرحب به. لقد وضعنا نصب أعيننا هدفا واضحا وبسيطا لهذا الحدث. ألا وهو إلمام الشركات البريطانية بقطاع الطاقة السعودي وتوجهاته والفرص المتاحة أمام الشركات التي تملك السلع والخدمات الملائمة والراغبة في تكوين شراكات في السوق. وبالطبع آمل أن تكون معظم هذه الشركات قد عادت إلى المملكة المتحدة حاملة معها أجندة عمل مستقبلي هنا، كما أنني متفائل أنه مع مرور الوقت سوف تتشكل علاقات عمل دائمة مع نظرائها السعوديين. وبفضل البرنامج المكثف من ورش العمل والزيارات وفرص التعارف تمكنت الشركات البريطانية من تكوين نظرة عامة ومعرفة أولية تساعدهم على تحقيق أهدافنا. كما لم يقتصر الأمر على ذلك وحسب، فلقد أتاح هذا الحدث أمامهم فرصة عظيمة لتقديم أنفسهم والتواصل مع الشركات السعودية المهتمة الراغبة بتعزيز العلاقات التجارية. وتقع الآن على عاتق فريق التجارة والاستثمار هنا في السفارة البريطانية مهمة تحويل هذه العلاقات إلى أعمال تجارية فعالة. كما أتيحت لي أثناء هذه الزيارة فرصة الاجتماع مع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز، أمير المنطقة الشرقية، وقمنا ببحث عدد من القضايا المحلية والإقليمية معا. كما زرت المدرسة البريطانية هناك والغرفة التجارية في المنطقة الشرقية. وسررت بالتحدث إلى بعض رجال الأعمال المحليين حول كيفية عمل الشركات البريطانية بشكل أفضل ضمن شراكة تصب في النهاية في الاقتصاد المحلي وتعزز العلاقات التاريخية التي تجمع بلدينا. وبالرغم من قصر زيارتي الثانية إلى هذا الجزء من المملكة العربية السعودية، إلا أنها عززت وجهة نظري حول أهمية المنطقة الشرقية لاقتصاد المملكة والعالم أجمع. إذ ان هذه المنطقة بذاتها تشكل علما تجاريا مهما. أعتزم القيام بزيارة أخرى قريبا، إلا أنها لن تكون إلى الدماموالخبر بل إلى المناطق الأخرى في الشرقية لأتعرف على كنوز المنطقة. أود أن أتوجه بجزيل الشكر إلى فريق التجارة والاستثمار بالسفارة البريطانية للجهد الممتاز الذي بذلوه لإنجاح هذا الحدث المثير للإعجاب. وكذلك أعرب عن تقديري وشكري لرعاة هذا الحدث الكريمين الذين كانوا سببا في نجاح أسبوع الطاقة البريطاني - السعودي. *السفير البريطاني لدى المملكة العربية السعودية