السلام عليكم. اسمحوا لي أيها القراء الكرام أن أقدم نفسي أولا. اسمي هو السير جون جينكنز، وأنا السفير البريطاني الجديد لدى المملكة العربية السعودية. لقد قضيت السنوات 32 الماضية أعمل في أرجاء منطقة الشرق الأوسط، وأتنقل من أبو ظبي إلى الكويت إلى القدسالشرقية إلى دمشق إلى بغداد، ومؤخرا إلى بنغازي وطرابلس في ليبيا. وهذه ليست التجربة الأولى لي في المملكة العربية السعودية. فلقد قمت بزيارتها من قبل برفقة معالي وزير الخارجية البريطاني حين كنت أعمل مديرا لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لندن، وكذلك في زيارات عمل أخرى. إلا أنها المرة الأولى التي أعيش وأعمل فيها بالمملكة، وأنا مسرور جدا بذلك! لعلكم تتساءلون ما الذي يعنيه بالضبط وجود سفير جديد؟ حسنا، بشكل أو بآخر، إنه يشير إلى التغيير في الأسلوب وليس في المضمون. إذ تتمتع المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية بعلاقة صداقة وثيقة، فإن أهدافنا وطموحاتنا المشتركة لم تتغير وكذلك هو تاريخنا المشترك. إلا أنه من وجه آخر، قد يكون هناك تغيير كبير بالفعل. إذ يطمح جميع السفراء إلى البناء على ما أنجزه أسلافهم. ولقد حظيت بالفعل بسفراء سابقين قاموا بعمل ممتاز. وتقع على عاتقي الآن مهمة الانتقال إلى مرحلة جديدة ودراسة الوجهة التي تسير عليها علاقتنا الحالية، والنظر في الأمور التي تسير كما ينبغي وتلك التي تحتاج إلى تغيير. إنها فرصة جديدة للاستماع والعمل، ولتجديد الصداقات القديمة وبناء أخرى جديدة. لقد قضيت ثلاثة أسابيع في المملكة حتى الآن، وإنه من المبكر لي أن أحكم بشكل قطعي على كيفية تطور العلاقات أثناء فترة تواجدي هنا. إلا إني واثق تمام الثقة أن العلاقة مع المملكة العربية السعودية تهم المملكة المتحدة بشكل استراتيجي. ففي نظام الحكم البريطاني يعد منصبي هنا كسفير للمملكة المتحدة الأهم في المنطقة. الأمر الذي يعكس بوضوح النوايا والمضمون. يجمع المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية نطاق واسع من المصالح المشتركة في مجال الدفاع و الرخاء الدولي والأمن والاستقرار الإقليمي ومكافحة الإرهاب. كل ذلك يجعل من صداقتنا المستمرة أمرا بالغ الأهمية لكلينا. وبالطبع فإن هذه الصداقة لا تتمحور حول الأمن والسياسة فحسب، بل إنها أيضا تشمل بناء روابط قوية في مجال التبادل الثقافي والتعليم وبالطبع التجارة. ففي إطار برنامج الملك عبد الله للمنح الدراسية، يدرس حاليا ما يزيد عن 16.000 طالب سعودي في المملكة المتحدة. وإننا بالطبع نرحب بالمزيد والمزيد.. وعلى صعيد الثقافة، لقد اختتمنا مؤخرا فعاليات معرض «من بريطانيا وعنها»، الذي زار جدة والخبر والرياض لعرض نماذج من الفنون البريطانية. وأؤكد لكم أنكم ستشهدون العديد من هذه الأنشطة المماثلة. يتزايد يوميا عدد شركات الأعمال البريطانية التي تعمل مع شركاء سعوديين هنا في المملكة ، وكذلك هو عدد السعوديين الذين يستثمرون في المملكة المتحدة ويزورونها دائما. ونظرا لأن دولتينا تتمتعان بنظام ملكي فإني أعتقد أن ذلك يضفي علينا وجهة نظر فريدة من نوعها تنبع من الدروس التاريخية التي عاصرناها ومن إدراكنا لأهمية الاستمرار والتغيير. أعلم أن فرق العمل لدي في الرياضوجدة والخبر يبذلون قصارى جهدهم لتطوير روابط قوية ودائمة بين شعب ومنظمات المملكتين. ويملي عليّ دوري الآن أن أساعد كلاًً من شعب وحكومة المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية لتكوين فهم أفضل عن الطرف الآخر. آمل أن أتمكن من زيارة أكبر قسم ممكن من المملكة العربية السعودية وأن أتشرف بالاجتماع بالعديد منكم أثناء فترة تواجدي هنا. مع السلامة وإلى لقاء قريب! *السفير البريطاني لدى المملكة العربية السعودية