لقد قمتُ بزيارة الدماموالخبر والظهران في المنطقة الشرقية للمرة الأولى الأسبوع الماضي. ولقد سبق أن شهدت من قبل خلال فترة عملي في منطقة الشرق الأوسط كرم الضيافة العربي الذي ذاع صيته في أرجاء المعمورة، إلا أن ما وجدته في حفل الاستقبال الرائع الذي أقامه الأصدقاء في المنطقة الشرقية كان بالفعل مذهلًا. وبالأخص تلك الأطباق التقليدية الشهية التي قُدمت إلينا. لقد أتيحت لي الفرصة، خلال اليومين الحافلين اللذين قضيتهما هناك، لزيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد، أمير المنطقة الشرقية، بالإضافة إلى رؤساء شركة أرامكو السعودية وعدد من الشركات الأهم والأقدم في المملكة العربية السعودية. كما حضرت حفل استقبال لوفد تجاري زائر من شمال ايرلندا وزرتُ معرض النفط والغاز السعودي. وقد اجتمعت إلى عدد من الأشخاص الذين يعملون لدى شركات سعودية وبريطانية، من الشركات الصغيرة والمتوسطة إلى الشركة الرائدة عالميا أرامكو السعودية. وبينما استمعت إلى التجارب المختلفة والقصص الشيقة، أدركت كم هي مذهلة ومتفرعة العلاقات البريطانية - السعودية في هذا الجزء من المملكة. علماً أن هذه العلاقات لا تقوم على صداقات قوية فحسب بل إنها نتاج شراكات متأصلة في شركات جيدة تطمح للنمو والبناء والنجاح. وقد غادرت بانطباع جلي عن مدى الحيوية والتفاؤل في مجتمع الأعمال بالمنطقة الشرقية. وبالطبع فإن هذا ليس بالأمر الجديد هنا، إذ لطالما شهد تاريخ الخليج العربي نجاحا في مجال التجارة. وفي القرن الأخير، حين حفرت شركة أرامكو السعودية البئر السابعة في الدمام ووضعت المملكة على مسار النجاح والرخاء والبدء بتكوين نفسها كجهة رائدة في إنتاج النفط. وبعد الاطلاع على مقر شركة أرامكو المذهل، تراءى لي ما قطعته المملكة من أشواط وما أنجزته من تطورات خلال أقل من 75 عاما وما تخبئه من خطط مثيرة للإعجاب في المستقبل. وتعرف كلّ من الدمام والظهران الآن " بمركز الطاقة" ، إلا أنني أشعر أنه يجب أيضا الاعتراف بالطاقة الهائلة التي يبذلها كل من يعمل في هذه المنطقة. إن مكتب التجارة البريطاني في الخبر يلعب دورا مهما في طرح العديد من الفرص على الشركات البريطانية الجديدة للعمل مع شركاء سعوديين في المنطقة الشرقية. ويدرك أعضاء فريق العمل من خبرتهم الطويلة في هذا المجال بأن أفضل النتائج تنتج عن الالتزام بالعمل الدائم في المملكة، والمساعدة في تطوير الاقتصاد السعودي وتنويعه، وتقديم التدريب التقني، وخلق الوظائف الممتازة. ويطيب لي أن أؤكد أن الشركات البريطانية تعمل في مشاريع عدة كهذه وتتطلع إلى المزيد والمزيد. وفي مطلع شهر ديسمبر القادم، ستقوم شركات بريطانية بزيارة المملكة لحضور أسبوع الطاقة السعودي - البريطاني، مع تركيز إضافي على التدريب والتعليم المهني. لقد قمتُ سابقا بزيارات عدة إلى مدينة جدة حيث توجد القنصلية العامة البريطانية، وإنني متأكد أنني سأعود لزيارتها قريبا. إلا أن زيارتي إلى الدمام قد أثارت لدي رغبة في زيارة المزيد من المناطق في المملكة العربية السعودية والاطلاع على أجزاء متنوعة ومذهلة في أرجائها والتعرف على العديد من أناسها. آمل أن أتمكن من مشاركة هذه التجارب معكم أيضا. *السفير البريطاني لدى المملكة