الشعر الشفوي هو ذلك الذي يعتمد على الحفظ الذهني والارتجال العفوي إضافة إلى سرعة البديهة وقديما كانت الرواية هي التي تنقل الشعر من جيل إلى آخر دون الاعتماد على الكتابة والتدوين. أيضا هناك الذاكرة الفردية والجماعية في نقل الموروث لذلك يأتي الشعر تعبيرا من لا شعور جمعي ووعي جماعي مشترك ومن هنا فالشفوية تلك قد تكون سببا في ضياع كثير من الإنتاجات الإبداعية والثقافية وخصوصا الشعر.. قديماً لم يكن هناك تدويناً للنص الشعري، بل لم يكن أحدا يقرأ أو يكتب الا في النادر، ومع هذا وجدنا نصوصاً مبدعة سواء ماسمعناها إلقاءً عن راوي أو قاص أو ماكان منها مدوناً ولو انه قليل جدا. الشاعر قديماً لم يكن يهتم سوى بالقصيدة، ولذلك ظهرت لدية خاصية هامة جدا وهي خاصية الحفظ فقد يقول قصيدة طويلة ويقوم بحفظها حفظاً تاماً ليتم بعد ذلك تناقلها مشافهةً من شخص لآخر وهذه هي قصائد المشافهة والتي لم تدون، بل لايعرفها إلا أشخاص قليلون نقلوها لنا. وعندما نهتم بتدوين الشعر، فإن ذلك ضروري لحفظ حق الشاعر ولذلك فإن أدبنا الشعبي يعتمد كلياً خصوصاً في الشعر الشعبي على الروايه والقصه التي أساسها القصيده، ولذلك كثيرا مانسمع في مجالس الشعر قصة وقصيدة مثلا أو رواية لشاعر، وعليه فإن عملية التدوين باتت ضرورية للحفظ ولأثبات الحق للشاعر، دون أن تكون مشافهة لأنها ربما تكون عرضة للضياع. ويبقى القول إن الإقبال المنقطع النظير على الشعر الشعبي لايزال كبيراً لكونه يحظى بشعبية كبيرة بين عامة الناس ولكونه يخاطبهم باللهجة المحلية والمتداولة بكثرة، يأخذ مكانة هامة عندما يكون مدوناً ومقروءاً أكثر من أن يكون عن طريق المشافهة على الأقل في وقتنا الحاضر. أخيراً: كن الملامح سيف وجهٍ جرح فيك صوت الوداع وفي جرحه مكيني أسري تعب يغتالني فيك وأعطيك نبض الخفوق وكل الاشواق فيني