قد يستغرب البعض ضياع العديد من القصائد القديمة أو وجود بعض أبياتها مع كبار السن وسرعان ما تلحق تلك الاخيرة بركب القصائد التي لم يتبق سوى عناوينها ويعود ذلك إلى غياب التدوين عن بعض الشعراء لظروف الشاعر المكانية والاجتماعية وعدم توفر مقومات التدوين كذلك قلة الرواة وعدم اهتمام المتلقي الحالي بالقصائد التي تضم مفردات شعبية قديمة قد لا تتناسب مع محتواه الشعري . ومن الأسباب أيضا اندثار مجالس الشعر والقصة التي كانت شبه ليلية في أوقات مضت وقد ساهمت في حفظ القصائد الجزلة وسرعة تداولها وانتقالها ولولا وجود بعض المهتمين بالشعر القديم وتدوينه لاندثرت قصائد تعد الآن من جواهر الشعر. وقد يرد في ذهن القارئ سؤال هل جميع ما قيل من جزل القصيد موجود ومدون ؟ والإجابة بالطبع ما وجد حاليا جزء من كثير فقد. ومن هذا المنطلق لابد أن نلحق ما تبقى في ذاكرة كبار السن ولم يدون رغم ما شاب هذه القصائد من تحريف وتبديل وخلط مع قصائد أخرى . والاهتمام بهذا الجانب يعد بحثاً في الموروث الشعبي وهذه مسئولية الجهات الإعلامية المرئية والمقروءة في غياب جهة رسمية تهتم بهذه الكنوز الشعبية .