الانتظام في إقامة معرض للكتاب في مدينة الرياض هو مقدمة لأعمال إلحاقية تحقيقها ليس محالاً.. فمدينة الرياض في تصنيفها العالمي اقتصادياً ومعمارياً وحضارياً تحتل تصنيفاً متقدماً على المستوى الإقليمي وربما العالمي إذا أخذت كنموذج لمدن الشرق الأوسط.. والحرص الشديد من وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور عبدالعزيز السبيل يجب استثماره لأن الدكتور السبيل لا يبحث عن نجاح ومكاسب شخصية بقدر ما يبحث عن ترسيخ لثقافة القراءة والوعي ونشر الكتاب.. معرض الكتاب بهذه الصورة قد يكون مرضياً ولكن إذا أردنا أن نطوّره فلابد أن نأتي بأفكار جديدة وأولى هذه الأفكار هي إيجاد مركز دائم لمعرض الكتاب وللندوات وصالات للفنون التشكيلية ومسرح وغيرها وهذه تحتاج إلى أموال وإمكانات إدارية لتحقق الوزارة واحداً من أهدافها وهو إيجاد مقرات للثقافة بعد أن تحولت وزارة الإعلام إلى وزارة للثقافة والإعلام.. وفي هذا الاطار فإن لديها مشروعاً يحتاج إلى تطوير هو مركز الملك فهد الثقافي ليصبح مدينة للثقافة تضم صالات لمعرض الكتاب والفنون التشكيلية والنشر الإلكتروني لتصبح معارض دائمة طوال العام لجميع المنتجات العلمية والأدبية والثقافية في المملكة. نأمل من معالي وزير الإعلام والثقافة الاستاذ إياد مدني ومن الدكتور عبدالعزيز السبيل ايجاد مدينة للثقافة أو قرية على غرار الدول المحيطة بنا وبعض دول العالم لتكون متممة لمدينة الإعلام التي من المتوقع إقامتها شمال الرياض ومماثلة للمدن الجامعية العلمية والمدن الترفيهية وقرية الجنادرية للتراث.. معرض الكتاب ليس هدفاً تسويقياً وإنما هوقيمة ثقافية تقع مسؤولية المحافظة عليه وتطويره على وزارة الثقافة والإعلام التي بدأت الإرهاصات الأولى في معرض وندوة الكتاب التي تقام متزامنة مع مهرجان الجنادرية.. لكن هذا السقف الأدنى من طموحنا قد لا يكون مقبولاً والعالم يتشكل من حولنا في تخصصات وقرى ومدن معرفية وإعلامية وصناعية واقتصادية وتقنية ورياضية وتعليمية.. فقد حان الوقت لإيجاد قرية للثقافة بمدينة الرياض تمارس نشاطها باستمرار دون انتظار المهرجانات السنوية.