كان لأمير منطقة عسير، صاحب السمو الملكي الأمير، فيصل بن خالد بن عبد العزيز توجيهاته السديدة في مواصلة مراكز النمو الحضارية لرسالتها الوطنية والإنسانية في تحقيق حياة مستقرة وكريمة لكل فرد وأسرة ؛ على امتداد خارطة منطقة عسير الإدارية، وهاهي طموحات سموه، قد تحققت، على اتساع خارطة عسير، وباتت بالفعل معالم وشواهد حضارية وتنموية، يفخر بها المواطن ويفاخر بها الوطن... «الرياض» انطلاقا من مهنيتها الصحفية وواجبها الوطني، رصدت ما تحقق للمواطن في منطقة عسير، عاشقة المطر والعطر، من إنجازات سموه وجهوده المباركة في تلمس احتياجات تلك الأسر الفقيرة، فقد تم الانتهاء مؤخرا من إنشاء عشرة مراكز كان آخرها وليس الأخير مركز النمو في مربه الذي استقطب مائة أسرة وسط منظومة متكاملة من الخدمات والمرافق ولازالت نظرة سموه تتطلع إلى اكتمال عقد الثلاثين مركزا للنمو والتي يتابع سموه الدراسات الميدانية لتنفيذها وفق خطة زمنية محددة ولقد حققت المراكز القائمة الهدف من إنشائها والتي شملت كافة المراكز والهجر ذات المستوى المعيشي المتدني، حيث تمت تهيئتها وإعطاؤها الأولوية في التخطيط، ومدها بكافة المرافق والخدمات، لتبدو للناظر وكأنها مدن مستقلة تزاحم وتنافس في خدماتها المدن الرئيسة في أبها، وخميس مشيط، وبيشة، والنماص، وسراة عبيدة، ومحايل عسير، ورجال ألمع... توطين السكان هناك مراكز وقرى وهجر حالت ظروفها الطبيعية وارتباط إنسانها الشديد بالأرض دون أن تلحق بركب الحضارة والتنمية، وتمثل منطقة عسير واحدة من أكثر المناطق تأثرا بهذه الظاهرة، وذلك بحكم وضعها الجغرافي حيث تتكون من أربعة أجزاء وهي، السهول الشرقية الصحراوية، وسلسلة جبال السروات، ومنحدرات السراة إلى تهامة والسهول الساحلية، ونظرا لصعوبة المواصلات والاتصالات من وإلى مناطق تهامة، فإن السكان في هذه المراكز والهجر، مع ارتباطهم القبلي والعاطفي بالأرض، ولكونهم يعيشون حياة بسيطة بمعزل عن المناطق الحضرية ظلوا في أماكنهم متحملين شظف العيش، قانعين بما اعتادوا عليه من وسائل الحياة البسيطة، وبناء على توجيه سمو أمير منطقة عسير، الأمير فيصل بن خالد، فقد أخذ مجلس المنطقة بإجراء مسح شامل لمنطقة عسير، وتحديد كل المواقع المؤهلة لمشروع (مراكز النمو) الذي قصد منه توطين أولئك السكان الذين يعيشون حياة بسيطة، لتكون هذه المراكز نواة لتعمير كافة المناطق المستهدفة للارتقاء بها إلى المستوى الحضاري المطلوب، وقد بلغ عدد المراكز المخططة، كمرحلة أولى عشرة مراكز للنمو والتطور، شملت جميع المناطق ذات المستوى المعيشي الضعيف، وتمت تهيئتها وإعطاؤها الأولوية في التخطيط ومدها بالمرافق الضرورية حيث تم تجهيزها للسكن والاستيطان وهي (مربه، ووادي الحيا، وعين اللوى، وسعيدة الصوالحة، والأمواه، والحمضة، والزرق، والعين والخنقة والقيرة)... تنمية حضارية كان لمتابعة وتوجيهات سمو أمير منطقة عسير، الأثر الأكبر في إنجاز هذه المرافق الحضارية والتنموية، التي باتت تشكل معلما من معالم عسير، حيث أصبحت هذه المشاريع الخيرية، نموذجا للتنمية الحضارية، التي انعكست على إنسان المنطقة، وذلك بتقديم خدماتها لكل فرد وأسرة في تلك المراكز والقرى، ولذلك كان لحرص سموه على إنشاء مشروع مراكز النمو، هو أن تجسد أمام أعين الجميع نموذجا للتنمية الشاملة يجسد الصورة الإنسانية التي تجمع بين اهتمام المسؤول وإحساس المواطن باحتياجات أبناء مجتمعه والبذل في سبيل تحقيق تلبية تلك الاحتياجات، بما يعود بالنفع على المجتمع والوطن ويقوي روابط التكافل الاجتماعي بين أبنائه استجابة لأمر الله سبحانه وتعالى في ذلك، نعم لقد استهدف هذا المشروع الجبار كل الأسر، التي لاتستطيع أن تملك مقومات البناء والتجهيز، حيث تعيش معظم هذه الأسر في وضع لا يتفق مع ما تحقق لأبناء هذا الوطن على اتساع رقعته، وليس قصوراً من الدولة رعاها الله، بقدر ما هي ظروف طبيعية واجتماعية وقبلية، أملت على مثل هذه الأسر العيش بعيدا عن مراكز الحضارة أو أن حجم تلك القرى والمراكز لا يساعد على نشوء مراكز خدمية قائمة بذاتها، ولذلك فإن اختيار هذه المراكز جاء بديلا مناسبا لحل إشكالياتهم ومحققا للتنمية المطلوبة. مقومات اختيار مراكز النمو يتم اختيار مراكز النمو، بعد دراسات ميدانية مستفيضة، من كافة الجهات الحكومية في منطقة عسير، تؤكد الحاجة الملحة للتوطين فيها وكذا توفر مقومات عديدة من أهمها وجود نواة نمو قائمة، حيث من الضروري دراسة المنطقة المطلوب إيجاد مركز النمو فيها، وتحديد مواقع التجمعات السكانية والخدمية، ومن ثم اختيار أفضل المواقع ليكون نواة تنموية يتم فيها تكثيف الخدمات والمرافق واستكمالها، أيضا توفر مصادر المياه سواء المياه الجوفية أو الأودية والسدود، أو التحلية، كذلك سهولة الوصول أو الانتقال بين المراكز والمناطق الحضرية الأخرى، ويفضل أن تكون على أحد الطرق القائمة أو السهلة والواجبة التنفيذ، كذلك لابد من وجود قاعدة اقتصادية، إذ أن نجاح التنمية في أي مكان يعتمد على القاعدة الاقتصادية التي ينمو من خلالها مركز النمو، وبالتالي توفير العمل لساكنيه، حيث تعتمد القاعدة الاقتصادية على المقومات الطبيعية للموقع مثل الزراعة، واستصلاح الأراضي، والسياحة والرعي وتربية المواشي المواقع المستهدفة لقد تم بالفعل الشروع في تنفيذ مراكز النمو في المواقع المستهدفة، بعد أن تم إعداد مخططات سكنية تحتوي على جميع الخدمات العامة الضرورية والملائمة لهذه المراكز بما يتفق والأعداد التقريبية للسكان المستهدفين، والنمو المتوقع، ومن أبرز المواقع التي تم استهدافها مركز مربه والذي يستقطب 5% من سكان المنطقة المستهدفة.ومركز وأدي الحيا ومركز عين اللوى، ومركز سعيدة الصوالحة الواقعة على شواطئ البحر الأحمر، التابعة لمحافظة محايل عسير، ومركز الأمواه مركز الحمضة ومركز العين ومركز الزرق الواقع شرق المحافظة، فقد ومركز الخنقة في محافظة أحد رفيدة ومركز القيرة،الواقع على طريق الرياض، خميس مشيط مراكز النمو... تجربة رائدة إن التجربة التي خاضتها منطقة عسير في قيام مجموعة من المشاريع الخيرية، في كل من الحبلة، الحريضة، القحمة، ونجاحها في أن تكون مراكز نمو، حيث أصبحت أنموذجا للتنمية الشاملة، تتجسد فيها الصورة الإنسانية، التي تجمع بين إحساس المسئول والمواطن باحتياجات أبناء مجتمعة والبذل في سبيل تحقيق تلك الاحتياجات بما يعود بالنفع على المجتمع والوطن..قرية الحبلة تقع قرية الحبلة في إصدار تهامة منطقة عسير، إلى الجنوب من مدينة أبها بمسافة (50) كيلو مترا ولهذه القرية خصوصية جغرافية واجتماعية بسبب وقوعها في قطع صخري أخدودي يصل عمقه إلى (300)م في انحدار رأسي شديد لا يمكن الوصول إليه إلا بواسطة الحبال مما يجعل إلحاقها بركب التنمية الذي تشهده المملكة شبه مستحيل، وبالتالي تم اختيار المكان الجديد بالقرب من المواقع الحضرية في المنطقة لسهولة ربطه بالمدن الرئيسة تخطيطا لاستيعاب الاحتياجات الحالية والنمو المستقبلي معتمدا في ذلك على أسلوب التخطيط النموذجي وتقسيم الموقع إلى قسمين سكني وزراعي، حيت تم تخطيط وتجهيز الموقع وأعطيت كل أسرة قطعة سكنية أقيم عليها فيلا سكنية لها، تتوفر فيها جميع مستلزمات الحياة المستقبلية للأسر، كما تم تخصيص قطع للمرافق والخدمات العامة مساجد ومدارس للبنين والبنات، لجميع المراحل ومركز اجتماعي وناد رياضي مركز صحي، كما تم تخطيط باقي الموقع السكني للاحتياج المستقبلي.. مشروع مركز النمو في خيرية الفيصل بالحريضة ويقع هذا المشروع على طريق (جدة، جازان) في المنطقة التابعة إداريا لمنطقة عسير على سواحل البحر الأحمر، وقد وفر المشروع جل الخدمات وأعظمها للسكان المجاورين مع أيضا تقديم الدعم اللازم للأسر المحتاجة، وذلك على مرحلتين، وقد قام ولي العهد ( حفظه الله) بوضع حجر الأساس للمرحلة الأولى في نهاية عام 1415ه ويتكون المشروع من مائة فيلا بكامل مرافقها الأساسية، وتتكون الخدمات في الموقع من مسجدين أحدهما جامع يتسع ل (600) مصل والآخر فرائض، يتسع ل (400) مصل ويضم مجمعين تعليميين للبنين والبنات، ومركز للرعاية الصحية ومركز لخدمات البلدية، ومركز لخدمات الزراعة والمياه ومركز تجاري ومقر لبرنامج الطفولة والأمومة، وفندق يعود ريعه لصيانة وتنمية المشروع، وقد تم الانتهاء كاملا من هذه المرحلة، وقد تشرف المستفيدون من المشروع بتدشينه من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني وزير الداخلية وتسليم مفاتيح الوحدات السكنية في مرحلته الأولى أما المرحلة الثانية من هذا المشروع العملاق، فقد جاءت استجابة لدعوة مؤسسة الملك فيصل الخيرية، حيث تبرع الشيخ خالد بن محفوظ، لبناء مائة فيلا سكنية أخرى داخل المشروع، وقد دشن افتتاحها، سمو ولي العهد في ذي الحجة من عام 1419ه وقد أقيم المشروع على مساحة 120000متر مربع واحتوى على مسجد بسعة ستمائة مصل بكامل خدماته ومرافقه المساندة، كما ضم المشروع العديد من الحدائق وملاعب الأطفال بمساحة قدرت ب 4800متر مربع، وطرق مرصوفة بمساحة 25000متر مربع، كما أن ارتباط هذه المرحلة بالمرحلة الأولى جعلها تستفيد من المرافق والخدمات المتوفرة فيها مما جعل المشروع بمرحلتيه المنجزتين يكون مدينة متكاملة... مشروع الأمير سلطان للإسكان الخيري في القحمة تعد مؤسسة الأمير سلطان بن عبد العزيز، صرحا شامخا من صروح الخير والعطاء، وقد تبوأت هذه المكانة بفضل سياستها الحكيمة في تقديم يد العون والخير للمشاريع التنموية والحضارية الخيرية على امتداد ثرى الوطن الكبير المملكة العربية السعودية، وعسير واحدة من جملة مناطق المملكة، التي انتفعت بالخير الكبير لهذه المؤسسة الرائدة، حيث وضع حجر الأساس لمشروع خيرية الأمير سلطان في القحمة، وتم افتتاحه في 1421/12/22ه ويهدف هذا المشروع إلى توفير السكن الملائم لأبناء المنطقة من ذوي الحاجة.. حيث يقع المشروع في الجزء الغربي لمنطقة عسير على ساحل البحر الأحمر، ويتكون المشروع من مائة فيلا سكنية، ومسجد جامع، ومركز شرطة، ومركز خدمات بلدية، ومدارس بنين وبنات، ومركز خدمة اجتماعية، ومحلات تجارية، وملاعب رياضية، وسوق مفتوح، بالإضافة إلى المرافق والخدمات الأساسية للمشروع.. وبعد فإن مشاريع الخير والعطاء لأبناء هذه المنطقة ما زالت مستمرة ومتطورة،بفضل الله ثم بحرص واهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين، لينعم المواطن بالخير والأمن والسلام، وبالمتابعة الجادة والاهتمام الكبير من قبل سمو أمير المنطقة، فاليوم لم تعد عسير عسيرة، بل غدت دوحة تتناغم مشاريعها التنموية والحضارية مع غيمة الصيف وتطلعات أمير النهضة الأمير فيصل بن خالد المشرقة التي قهرت الزمان والمكان، ليتحقق لعسير صروح شامخة باتت تشهد على عظمة الرجال التي لا تعرف المستحيل، ولعل هذه المراكز التنموية قد جاءت تأكيدا من سموه في أكثر من مناسبة أن الهدف من مراكز النمو لا يقتصر، على الأخذ بيد اخوة لنا حالت ظروفهم دون تحقيق حياة مستقرة كريمة لهم، بل يهدف المشروع إلى أن يكون كل مركز نواة لتطوير المنطقة المستهدفة من حوله والمؤهلة للنمو بناء على دراسات متخصصة لأوضاعها السكانية والجغرافية والاقتصادية والخدمية، مؤكدا سموه أن تنمية تلك المساحات الشاغرة على خارطة عسير، تزيد من فعالية مسيرة التنمية الوطنية..