يكرم نادي جدة الأدبي الثقافي مساء اليوم الفائزين في مسابقته السنوية ل "للدراسات الادبية والنقدية" التي يمولها أحمد باديب، حيث كشفت أمانة الجائزة بأن المجلس قد اعتمد بناء على ما وصله من ترشيحات فوز الأستاذ عبدالفتاح أبو مدين ب "جائزة الرمز الثقافي" بالنظر لريادته الصحفية والأدبية، حيث تبلغ قيمة الجائزة مئة ألف ريال.. إلى جانب اعتماد المجلس بناء على ما وصله من ترشيحات منح الدكتور أحمد العدواني "جائزة المنجز الثقافي" نظير دراسته التي قدمها في كتابه "بداية النص الروائي: مقاربات لآليات تشكّل الدلالة" وتبلغ قيمتها خمسين ألف ريال، حيث بلغ عدد الأعمال المرشحة في هذا الحقل أربعة عشر ترشيحا. وعبر مسيرة أبي مدين أكثر من ستين عاماً أمضاها أبو مدين في الحقل الثقافي، توزعت بين حرفة الصحافة التي قدم من خلالها مجلة الرائد وصحيفة الأضواء، إلى جانب الدراسات النقدية التي لامس من خلالها قضايا أدبية في النص الإبداعي السعودي، ثم إدارياً في رئاسته لنادي جدة الأدبي على مدى ربع قرن وصل فيه النادي إلى ذروة تألقه وحضوره.. إلى جانب ما قدمه أبو مدين في مجال التأليف إذ أخرج أكثر من أحد عشر إصدارا خلال فترة ترؤسه للنادي.. مما جعل عطاء أبي مدين كفيل بأن يكون موضع دراسة واحتفاء من عدد من النقاد، وفي كتاب لسيد محمد قطب وجلال أبو زيد، جاء كتاب بعنوان (عبدالفتاح أبومدين.. أديباً وناقداً) الذي صدر عن صالون غازي الثقافي العربي بالقاهرة.. حيث يأتي الكتاب في مجمله محتفيا بالجوانب المضيئة في حياة أبي مدين الثقافية ويدرس تجربته الشعرية التي قدمها في الساحة الثقافية المحلية. يقول الدكتور غازي عوض الله في مقدمته للكتاب: أما الصديق عبدالفتاح أبومدين الذي يقدمه كتاب المبدعين العرب للقارئ العربي في هذا الإصدار، فهو رجل استثمر وقته وجهده ولغته وأدبه وخلايا ذهنه وتيارات مشاعرة من أجل ثقافته العربية وأدار المؤسسات الثقافية وأصدر الدوريات النقدية وجمع بين التأصيل العميق والتحديث الأنيق. هذا وقد جاء الكتاب في قسمين أساسيين تناول قطب في هذا القسم السيرة الذاتية لأبي مدين في ضوء علم العلامات الثقافي، وذلك من خلال سيرته الذاتية المعروفة "حكاية الفتى مفتاح" غاص قطب في أعماق هذه السيرة دارساً ومحللاً هذه الحياة من كافة جوانبها. في حين أخذ أبو زيد جانباً ثرياً عند أبي مدين وهو الخطاب النقدي من خلال دراسة في المرجعية والإجراء والأسلوب وقد توقف عن جمهرة من مؤلفاته التي قدمها للحركة النقدية وهي: (ألف صفحة وصفحة في النقد والأدب) و(الصخر والأظافر) و(وعلامات) و(أمواج وأثباج) و(في معترك الحياة) متناولاً بنية الاستهلاك وصياغة متن العرض الذي سيقدمه في كتابته إلى جانب الموازنة في عملية العرض ثم التحليل وضرب الأمثلة.. وصولا إلى الخاتمة التي تثبت رأيه مستعيناً بمعايير حاسمة في حكمه النقدي كالمعيار التاريخي ومعيار قوانين الشعر والمعيار الفني.. حيث يختتم أبو زيد بأن أبا مدين جمع بين التأصيل والحداثة دون أن يقع في الجمود أو يتهاوى في رياح الموضة المتغيرة. أحمد باديب