يتوج نادي جدة الأدبي مساء اليوم الفائزين بجائزة أدبي جدة للدراسات النقدية والأدبية وجائزة الرمز الثقافي، اللتين فاز بهما الدكتور أحمد العدواني ورئيس النادي الأسبق عبدالفتاح أبو مدين. ووصف أبو مدين حصوله على الجائزة ب”أنها مبادرة كريمة من إخوة أكن لهم التقدير والاحترام” . وعما إذا كان هناك ما يشوب الجائزة كونها منحت من نادي جدة الذي هو أحد مؤسسيه ورئيس أسبق له، قال: لم أكن انتظر تكريما من أي جهة، فالعمل في حقل الثقافة كله مغارم وليس فيه أية مغانم، لكن تكريم الرموز الثقافية فكرة نبيلة، خاصة أن هؤلاء لا ينتظرون على عطائهم شكرا أو تقديرا، وكل شيء مرهون بوقته، وهناك الكثيرون من الرموز الذين يستحقون التكريم. من جانبه قال الدكتور أحمد العدواني في حديث ل”الوطن” أنه يستشعر ثقل المهمة الملقاة على عاتقه بعد فوزه بأول جائزة أدبية في مسيرته العلمية، وأن الجائزة بما فيها من رمزية وتقدير ستحفزه للعمل بجدية أكثر لتقديم ما هو جدير بالثقافة، وأضاف شعرت بالبهجة وأنا أتلقى النبأ فهذه أول جائزة في حياتي، ولعلها تكون دافعا لي للعمل أكثر، مقدما شكره وتقديره لمن أولوا بحثه هذا الاهتمام وقدروا الجهد المبذول فيه. والبحث الذي حاز الجائزة للعدواني يحمل عنوان “بداية النص الروائي” وهو أطروحة الدكتوراه للعدواني وصدر في كتاب عن نادي الرياض الأدبي في 400 صفحة من القطع المتوسط، عام 2008 تحدث فيه العدواني عن نظريته في هذا المبحث مركزا على الرواية العربية منذ 1967 كونها المرحلة الفاصلة لتحولات كبرى في الثقافة العربية ، معتبرا أن بدايات الرواية تكثف رؤية الكاتب، وتوجز رؤيته حول الأحداث والأفكار التي سيطرحها في الرواية. رئيس النادي ورئيس مجلس أمناء الجائزة الدكتور عبدالله السلمي عبر عن رضاه شخصيا عن أداء الجائزة، قائلا: أرى أنها تؤدي دورا إيجابيا في الحراك الثقافي. وأرجع السلمي حجب جائزة البحث إلى أن الأبحاث التي وصلت للجنة المكلفة بالتقييم المبدئي للأبحاث وصلت إلى نتيجة أنه لا يمكن تقديم ما وصلها إلى لجنة التحكيم لأنها لا ترقى إلى مستوى الجودة المطلوبة لمنح الجائزة، وأضاف أن مجلس الأمناء لا يتدخل في تقييم الأبحاث ولا باختيار الفائزين، ومهمته فقط هي الإشراف وإدارة عملية الترشيح والفرز وفتح المظاريف التي تردها من لجنة التحكيم وإعلان أسماء الفائزين. وذكر أن موضوع جائزة الرمز الثقافي تخضع لعدة معايير منها عدد الذين رشحوا الشخصية، وسيرته الذاتية، وحضوره في المشهد الثقافي، مضيفا أن الجائزة تقتصر على الأحياء من الرموز فقط. وكشف السلمي عن جائز خامسة سيطلقها النادي قريبا باسم “شاعر شباب جدة” مضيفا أن النادي يسعى إلى استحداث عدد من الجوائز الجديدة التي تغطي جميع فعاليات الثقافية، ذاكرا: نلتقي ونتباحث باستمرار مع رجال الأعمال والممولين لتبني مثل هذه الجوائز. وقال أمين عام الجائزة عبدالإله جدع: إن النادي يمنح هذه الجوائز تقديرا منه لجهود الأدباء السعوديين، معتبرا جائزة الرمز محاولة لتقدير رموز الثقافة السعودية، موضحا أن فوز أبو مدين بها لهذا العام، جاء بإجماع لجنة التحكيم كونه واحدا من أهم رموزنا الثقافية المعاصرة، والجائزة تمنح كل عامين بالتبادل مع جائزة محمد حسن عواد، وبهذا يكون عندنا 4 جوائز سنوية، تعطى سنة منها ثلاث جوائز هي جائزة الرمز الثقافي وجائزة البحث وجائزة الإنجاز، وفي السنة التالية يمنح النادي جائزة محمد حسن عواد الشعرية. وعن حجب جائزة البحث هذا العام، قال جدع: إن لجنة استقبال البحث لم يصلها ما يكفي من البحوث لترشيح بعضها للجائزة، ويتولى فريق متخصص تقييم الأعمال المرشحة قبل تقديمها للجنة التحكيم التي تتألف من ثلاثة محكمين يتم اختيارهم من بين مجموعة من المرشحين للجنة، ويرأس اللجنة العلمية الدكتور عادل باناعمة ومعه الدكتور عبدالرحمن السلمي، واللجنة العلمية لم يصلها بحث يستحق الترشيح للجائزة التي كان موضوعها عن الأندية الأدبية. ملامح عبدالفتاح أبو مدين ناقد سعودي من مواليد طرابلس الغرب نشأ وترعرع في المدينةالمنورة من رواد العمل المؤسسي الثقافي شغل منصب رئيس أدبي جدة (1980-2006) أسهم في إصدار عدد من الدوريات الشهيرة على مستوى العالم العربي. من مؤلفاته أمواج وأثباج (نقد أدبي). في معترك الحياة (دراسات أدبية). وتلك الأيام (تجربة صحافية). الصخر والأظافر (دراسات نقدية). حمزة شحاتة ظلمه عصره (قراءات تأملية). حكاية الفتى مفتاح (سيرة ذاتية). الدكتور أحمد بن سعيد العدواني من مواليد 1975 نال البكالوريوس من كلية الآداب بجامعة الملك عبدالعزيز ماجستير في دراسة الشعر الحديث من جامعة أم القرى درجة الدكتوراه في الآداب تخصص السرديات من جامعة أم القرى يرأس قسم الأدب وأستاذا مساعدا في كلية الآداب بجامعة أم القرى.