الذكاء يستخدمه الإنسان في نواح متعددة في العلم والمعرفة، في المحافظة على المصلحة، في تحسين مستوياته المختلفة في المحافظة على صحته وسلامته في علاقته مع الآخرين، ويبرز الذكاء أيضاً في التعامل مع الآلات والأجهزة المتعددة في التعامل مع المركبات، فقائد المركبة الذي يتسم بالهدوء بالقيادة ومراعاة الأنظمة شخص ذكي لأنه يعي المصلحة والسلامة، أي سلامته وسلامة أولاده والآخرين وهي من صميم المصلحة وبذلك يحقق أكبر قدر من التوازن في هذه الناحية، لأن ذكاءه وفطنته ساهمتا وبشكل فاعل في بلورة تصرفه وسلوكه، فقائد السيارة الهادئ يتمتع أيضاً بأخلاق عالية، لأنه يحافظ على المقدرات والمكتسبات ويخاف الله لأنه يتبع أوامره في عدم إلحاق الأذى بنفسه وفي الآخرين، وفي واقع الأمر فإن العجلة هي رأس الداء وهي خلف المصائب التي تلحق بالناس لا سيما في قيادة السيارات، لأن الخسائر التي تنتج عن العجلة في أمور أخرى قد تكون قابلة للتعويض، إلا أن هذا الشأن إذا حدث لا قدر الله واعني حوادث السيارات فإن تبعاته مؤلمة ويصعب التعويض في هذه الحالات، ومقياس القدرة على استخدام الذكاء والفطنة يجسده حرصه على مصلحة نفسه والآخرين، فأنت لست وحدك فهناك من تهمه بقدر مايهمك أمره وينتظر وصولك المنزل بشوق، فلا تدع التسرع يسلب قيمة الصبر ووظف ذكائك في تعاملك مع السيارة مع الطريق مع النظام،وسأسوق مثالاً بسيطاً يدل على أن ذكاءك وفطنتك تقودانك إلى السلامة وتحديداً مع أعضاء الجسم على سبيل المثال،اليد والقدم ففي إحدى ليالي الشتاء وفي عز البرد القارس، وعندما تنوي غسل يديك وتمد يدك إلى الصنبور فإنك في هذه الحالة تفتح الحار قليلاً ثم بعد ذلك تفتح البارد ليختلط الحار بالبارد وتكون درجة حرارة الماء مناسبة،لا حاراً يسلخ جلدك ولا بارداً يجمد عروقك،وبهذا تكون حققت التوازن في هذه الناحية والتي تهمك لأنها تخصك ونتيجتها واضحة وسريعة، فماذا عن تحقق التوازن في الأمور الأخرى؟ على سبيل المثال قيادة السيارة، حينما تضغط على دواسة البنزين بشكل قد يتيح لا قدر الله إلحاق! الضرر بنفسك والآخرين، فمسألة الماء تخصك وحدك، أما في هذه الحالة فإنك كمن يسكب الماء الحار على جسمه وعلى الآخرين كذلك، فالصنبور أصم والمركبة ليست أكثر منه تفاؤلاً وهم يعملون وفق تقديرك فإذا كنت قد حرصت على حسن التقدير في مسألة الماء والأمر في يدك لأن الضرر واضح وسريع فإنه يجدر بك أيضاً أن تحسن التقدير والأمر في رجلك بألا تفرط في ضغطك على دواسة البنزين لأن الضرر في هذه الحالة سيكون أدهى وأمر، ومن يقع عليه تحقيق التوازن بين السرعة والسيارة هو قائد المركبة. وقيل "حدث العاقل بما لا يليق فإن صدق فلا عقل له "ولنفترض جدلاً بأني سألتك أن تسرع في القيادة لتصل في موعدك المحدد، وهذا الحديث قطعاً لا يليق فإن صدقتني فإن عقلك وبكل أسف خارج الخدمة وأمل أن يكون مؤقتاً، فإذا كان لديك موعد الساعة السابعة فإنه يتوجب عليك في هذه الحالة أن تخرج قبل الموعد بوقت كاف تحسباً لظروف قد تطرأ مثل الاختناقات المرورية أو لا قدر الله إصابة أحد الإطارات وهذه أمور خارجة عن إرادتك وليس لك يد فيها، فالذي ينتظرك سيقدر هذا الأمر متى ما أوضحت له الأسبا ، فما الذي يضيرك في حال تأخرك بضع دقائق بأن تقول لمن ستقابله "عذراً على التأخير ولكني لم أشأ أن أقود المركبة بسرعة " أيضاً سيقدر هذا الأمر باستشعاره في كونك حققت التوازن في ناحية أخطر ولم تحققه في حضورك في الموعد المحدد وبذلك تكون حكمت عقلك واخترت أقل الأضرار، فدرء المفاسد مقدم على جلب المصالح والأهم فالمهم. فاعتذارك عن التأخير في الوصول خير من عدم الوصول فضلاً عن أنك بالسرعة ستعيق الآخرين في الوصول والذين لا ناقة لهم ولا جمل ولم يسرعوا عدا أن حظهم العاثر جعلهم في نفس الوقت أمام فوهة مركبتك، فإذا كنت لم ترغب في أن يلسع النار الحار جلدك وحرصت على ذلك فلا تسكبه على الآخرين، فحري بسائق السيارة ألا يسرع في القيادة وألا يلقي بيديه إلى التهلكة مخالفاً بذلك الشرع الحكيم.