عبر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في مقابلة أمس عن رغبته في اعطاء «انطلاقة جديدة» للعلاقات المتوترة حاليا بين بلاده وتركيا لكنه حث حكومة انقرة على وقف التدخل في شؤون العراق. وقال المالكي في المقابلة التي اجرتها معه مع صحيفة حرييت التركية في بغداد ان «الوضع الحالي لا يرضي لا الشعب العراقي ولا الشعب التركي. نريد انطلاقة جديدة في علاقاتنا السياسية مع تركيا». واضاف رئيس الحكومة العراقية انه يريد «مد يد الاخوة» الى رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لكنه ندد مرة جديدة برفضه تسليم بغداد نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي المحكوم عليه بالاعدام غيابيا في بلاده. وتساءل المالكي «ما كنتم لتشعروا اذا منحت اللجوء في بغداد لزعيم حزب العمال الكردستاني (الانفصالي) عبد الله اوجلان». واوجلان مسجون لمدى الحياة منذ 1999 في تركيا فيما تدرج انقرة وعدة دول اخرى حزب العمال الكردستاني على لائحة الحركات الارهابية. واضاف المالكي «رغم كل خلافاتنا، نرغب في حوار جيد مع تركيا. امد من هنا غصن الزيتون، نريد التعاون في كل المجالات مع تركيا». واكد «لكن تركيا يجب الا تتدخل في الشؤون الداخلية للعراق». وتوترت العلاقات بين انقرة وبغداد كثيرا منذ رفض تركيا تسليم الهاشمي. ويتهم العراق ايضا تركيا بالتدخل في الخلاف بين حكومة بغداد المركزية واقليم كردستان الخاضع للحكم الذاتي. وقد منعت السلطات العراقية الثلاثاء طائرة وزير الطاقة التركي من الهبوط في مطار اربيل عاصمة اقليم كردستان العراق بسبب عدم حصول الرحلة على «الموافقات القانونية» اللازمة، وفقا لمسؤولين عراقيين. واحتجت بغداد رسميا في اغسطس على زيارة وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الى كركوك بشمال العراق بدون ابلاغ السلطة العراقية المركزية. كما استبعد مجلس الوزراء العراقي الشركة الوطنية التركية للنفط والغاز (تباو) من عقد لاستكشاف النفط في الجنوب في مطلع نوفمبر.