لم تثن الانتقادات الدولية الأخيرة دولة الاحتلال الإسرائيلي عن مواصلة سياسة "الابارتهايد" في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث هدمت صباح أمس مسجدا في منطقة الخليل ومنزلا في الشطر الشرقي من القدس واقتلعت نحو مائتي شجرة زيتون من أراضي بيت لحم. وذكر منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بلدة يطا راتب الجبور أن قوة كبيرة من جيش الاحتلال دهمت صباح الثلاثاء خربة المفقرة شرق بلدة يطا جنوب الخليل وهدمت مسجدها، للمرة الثانية على التوالي خلال عامين، وذلك في إطار مساعيها الرامية إلى تشريد السكان عن أراضيهم التي يملكون أوراقا ثبوتية بملكيتها. وقال الجبور إن قوات الاحتلال عمدت إلى إغلاق المنطقة وأبعدت المواطنين بالقوة قبل أن تباشر بعملية هدم المسجد المكون من طابقين بمساحة تصل إلى 120 متراً مربعاً، وذلك في الوقت الذي يستعد الأهالي لإعداد الطابق الأرضي كمدرسة لأبنائهم. بدوره ندد رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي الشيخ يوسف ادعيس بجريمة هدم مسجد المفقرة معتبرا ذلك مساسا خطيرا بحرية العبادة، وانتهاكا صارخا لمواثيق حقوق الإنسان وكافة الشرائع الإلهية والقوانين والمواثيق الدولية المجمع عليها في العالم والتي تنص على عدم انتهاك حرمة الأماكن المقدسة. وفي القدسالمحتلة، هدمت جرافات تابعة لبلدية الاحتلال، قبل ظهر أمس، منزلا مكونا من طابقين في حي جبل الزيتون (الطور) شرق المدينة وذلك بذريعة البناء دون ترخيص. ويعود المنزل المهدوم إلى المواطن محمد أبو الهوى. وقد تصدى الأهالي لطواقم بلدية الاحتلال في محاولة لمنعها من هدم المنزل، حيث اندلعت مواجهات بين الشبان وجنود الاحتلال في محيط مستشفى المقاصد الخيرية القريب من المنزل، دون أن يبلغ عن إصابات أو اعتقالات. وفي محافظة بيت لحم، اقتلعت قوات الاحتلال صباح الثلاثاء، عددا كبيرا من أشجار الزيتون في بلدة الجبعة غرب مدينة بيت لحم، وجرفت مساحات شاسعة من الأراضي التي يزعم المستوطنون امتلاكها. وذكر رئيس المجلس القروي نعمان حمدان أن مجموعة من الإرهابيين اليهود تساندهم قوة من جيش الاحتلال استباحوا أراضي مملوكة لورثة إبراهيم عبدالمجيد حمدان، وشرعوا باقتلاع 200 شجرة زيتون، وسرقتها ودمروا جدرانا استنادية، وجرفوا نحو 15 دونما في منطقة الظهر غرب القرية.