أتقدم بوافر الشكر والعرفان لمقام سيدي الأمير محمد بن فهدبن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية وسمو نائبه الكريم الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد على مواقفهم النبيلة المخلصة، ولنا في حادثة عين دار خير مثال إذ احاطا أسر الضحايا بكريم رعايتهما وتقديم المساعدات المعنوية والمادية لكل أسرة من تلك الأسر المنكوبة. والذي كان له الأثر البالغ في نفوسهم. وهذا ما تعودناه من ولاة الأمر في مثل هذه المواقف المؤلمة. ولكن كلي استياء وملامة على شركة الكهرباء للتنفيذ السيئ والرديء لتوصيل الكهرباء لبيوت هجرة عين دار الواقعة في صحراء الغوار، وهي ذات الخدمة الرديئة المقدمة لباقي الهجر المحيطة بمحافظة بقيق والتي أدت إلى كارثة عين دار والخطر لا يزال محدقاً بباقي الهجر، علماً بأن ولاة الأمر لا يألون جهدا ولا يدخرون وسعاً ويعتمدون الميزانيات الضخمة من أجل راحة المواطن وسلامته. في شركة ارامكو، تأتي سلامة الشركة والعاملين بها في قمة اولويات، وتنفذ بها المشاريع هناك على أعلى درجات السلامة، والأعمال الكهربائية عالية الجودة بإشراف دائرة توزيع الكهرباء(PDD)، وهي ذات الدائرة التي انجبت سكيكو الشرقية، ولكن يتضح لنا أن مسار سكيكو قد تغير واختلف عن مسار دائرة الكهرباء بأرامكو. لماذا ياشركة الكهرباء تضعين الأسلاك الكهربائية ذات الضغط العالي (13.8 كيلو فولت) بين البيوت في هجرة عين دار على أعمدة قصيرة هوائية قريبة من نوافذ الدور الثاني لبيوت تلك الهجر، علما بأنه من المفترض أن تكون هذه الأسلاك مدفونة تحت الأرض كما هو معمول به في المدن بدلا من أن تكون فوق السكان. ما أعرفه من خبرتي في أرامكو أنه في حال انقطاع أي من الأسلاك الكهربائية (13.8 كيلو فولت) تفصل الكهرباء تلقائيا (relay trip)، فلماذا لم يحدث الأمر ذاته في المحطة الفرعية لتوزيع الكهرباء (ٍSUB ST) والتي هي بالقرب من مصنع الأسمنت القريب من عين دار أو من الخط المغذي المساند من المحطة الفرعية بهجرة شهيل؟ لقد لقي 24 شخصاً (15 امرأة و4 أطفال و5 رجال) حتفهم في تلك الحادثة خلال دقائق؟ وظلت الكهرباء موصلة لمدة ساعة بلا انقطاع وهذا خطأ كبير. ما ذنب مسن عمره 90 سنة أمسى وأصبح بلا عائلة وحيداً في بيته؟ وآخر ظل في العزاء يتوسل لمسؤولي ارامكو أن يوظفوا ابنه عوضا عن الابن الأكبر الذي كان موظفا في ارامكو وتوفي بالحادثة فأصبح الأب بلا معيل؟. كلنا مؤمنون بقضاء الله وقدره وأنه نافذ لا محالة، وعبارة يتقبلها المواطن في حال تم الأخذ بالأسباب والعمل بلا تقصير ويبدو أن هذه العبارة قد أصبحت عذر من لا عذر له. وخطة إنقاذ لمن لا خطة له لتبرير القصور والتخاذل. بالنهاية اّمل من سمو أمير المنطقة الشرقية ألا تكون شركة الكهرباء عضواً في لجنة التحقيق. كما نأمل ان تستبعد بعض الجهات غير الملمة بالأمور الفنية المتعلقة بالكوارث الكهربائية وأن تضم اللجنة ممثلين من أرامكو وسابك والهيئة الملكية بالجبيل ومعادن وشركات هندسة عالمية كبرى والمتواجدة بالمملكة خصوصا تلك المتخصصة بالاعمال الكهربائية (EPC)، فهم الذين سينقلون الصورة واضحة محددين بذلك المسؤول عن هذه الحادثة. كما نأمل من سموكم مطالبة ارامكو بالقيام بالتفتيش فوراً على التمديدات الكهربائية بجميع الهجر المحيطة بمدينة بقيق لأنها قريبة جداً من معامل الزيت والغاز كما يوجد بها عيون الزيت وخطوط أنابيب الزيت والغاز أيضا، فأخذ الحيطة والحذر في مثل هذه الأمور هو واجب الجميع. *عضو الهيئة الاستشارية لمتابعة المشاريع التنموية بإمارة المنطقة الشرقية