تصاعد التوتر وارتفعت وتيرة الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين لليوم الثالث على التوالي في إطار إحياء ذكرى أحداث محمد محمود، وظهرت دعوات لما يسمى ثورة الغضب الثالثة بعد مقتل أحد أعضاء حركة 6 أبريل في الاشتباكات الليلة قبل الماضية. وأعلنت وزارة الداخلية أن الأجهزة الأمنية المكلفة بحماية وتأمين المنشآت تمكنت من ضبط 118 من مثيري الشغب، فيما يتعلق بأحداث شارعي محمد محمود وقصر العيني، وذلك إزاء إصرار عناصر من مثيري الشغب على الاستمرار في التعدي على قوات الأمن والمنشآت المهمة بتلك المنطقة. وأضاف البيان أن الوزارة اتخذت جميع الإجراءات القانونية والأمنية اللازمة لضبط تلك العناصر، وجار اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيالهم، وعرضهم على النيابة العامة المختصة، وتم تشكيل مجموعة عمل من أجهزة البحث الجنائي والمعلومات لمناقشتهم حول دوافعهم لارتكاب تلك الوقائع، والكشف عن محرضيهم. وهرب العشرات من المتظاهرين والمارة، صباح أمس إلى الشوارع الفرعية القريبة من ميدان التحرير، بعدما كثف جنود الأمن المركزي الذين يعتلون أحد المباني التابعة لمدرسة ليسيه الحرية، من إلقاء القنابل المسيلة للدموع. وشهد ميدان التحرير حالات اختناق لعدد من المارة، خاصة كبار السن، نتيجة امتلاء ساحة الميدان بدخان القنابل، ما اضطر عدد من المتظاهرين للجوء إلى المستشفى الميداني الموجودة عند رصيف الشارع الموجود بميدان طلعت حرب لإسعاف المصابين. متظاهرون يحطمون واجهات استديو الجزيرة بميدان التحرير ويضرمون النار فيه ونعت حركة شباب 6 إبريل وفاة أحد أعضائها، ويدعى جابر صلاح، وشهرته" جيكا " نتيجة إصابات بالغة برصاص في الرأس والعنق وجروح، قائلة عن ذلك حدث بعد أن ظن الجميع أن عهد الموت في شوارعنا قد ولى إلى غير رجعة، وبعد أن عقدنا العزم على أن نأتي بحقوق شهدائنا فإذا بنا نضيف إلى الأسماء الطاهرة اسما جديدا. وحمل بيان للحركة الرئيس محمد مرسي وحكومة الدكتور هشام قنديل كامل المسؤولية عن تلك الحوادث وعن الإصابات الأخرى داخل الحركة وخارجها مضيفا أن الشباب خرجوا بكل سلمية ينادون بالقصاص لزملائهم. وطالبت الحركة في بيانها الرئيس مرسي بتحقيق وعوده المتمثلة في إعادة هيكلة الداخلية، وإعادة محاكمة رموز النظام السابق، وصياغة لجنة من أطياف المجتمع المصري لكتابة دستور يحمى شعب مصر من تلك الممارسات اللاإنسانية الشاذة -على حد قولهم.كما طالب البيان بإقالة الحكومة واستبدالها بحكومة ذات خطة عمل متكاملة مرحلية مكتوبة يمكن لشعب مصر أن يحاسبها عليه بدلا من المضي بنا من كارثة إلى أخرى.واجتاحت ثورة من الغضب والحزن مواقع التواصل الاجتماعي والصفحات الثورية على فيس بوك فور تأكيد نبأ وفاة الناشط جابر صلاح "جيكا" وفصل جسده عن أجهزة الإعاشة بعد أن كانت وفاته إكلينيكية فقط، حيث دعا عدد من الصفحات الثورية رواد مواقع التواصل الاجتماعي لمليونية غضب الجمعة المقبل. وعقد مجلس الوزراء اجتماعا أمس برئاسة الدكتور هشام قنديل، رئيس المجلس، تم خلاله مناقشة أحداث العنف الحالية بشارعي محمد محمود وقصر العيني، ومحيط وزارة الداخلية، والمصادمات بين قوات الشرطة والمتظاهرين، وأسلوب تعامل الأمن مع المظاهرات، وإجراءات تأمين المنشآت والمرافق مع عدم استخدام العنف ضد المتظاهرين، والإجراءات التي تم اتخاذها لعلاج المصابين في هذه الأحداث. إلى ذلك، حطم عدد من المتظاهرين، أمس الواجهة الزجاجية لأستوديو قناة الجزيرة، المتواجد بإحدى البنايات على الرصيف المجاور للجامعة الأمريكية، بميدان التحرير بوسط القاهرة حيث قاموا بإلقاء الحجارة عليه، ثم ألقوا زجاجات المولوتوف بداخله وأضرموا فيه النار، بحجة استضافتها أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، والذي ندد بالاشتباكات الدائرة بين المتظاهرين وقوات الأمن، على حد قولهم. وعلى الرغم من محاولات عدد من المارة والمتظاهرين إقناع المتظاهرين بوقف إلقاء الحجارة إلا أنهم لم يستجيبوا، وكثفوا إلقاءها ما اضطر معه عدد من أصحاب المحال التجارية إلى إغلاق محلاتهم القريبة من الأستوديو خوفا من تحطيمها. وشب حريق هائل، بالأستوديو بعد إلقاء عدد من متظاهري محمد محمود ما يقرب من 8 زجاجات مولوتوف حارقة عليه، فيما حاول عدد من المتظاهرين اقتحام المبنى للوصول إلى الأستوديو. المحلات التجارية والمباني تأثرت كثيرا بسبب قنابل المولوتوف الحارقة