تعاقدُ الاتحاد مع لاعب وسط الهلال أحمد الفريدي ليس بالأمر الغريب على المتابعين في الوسط الرياضي، والسبب أنه لم يكن أول وآخر لاعب ينتقل بتلك الطريقة، فضلا عن كون تعاطي الفريدي مع الأحداث التي سبقت دخوله في فترة الأشهر الستة من عقده توحي بأن علاقته مع الهلال على وشك الانقضاء، وإدارة الاتحاد من حقها البحث عن ما يخدم صفوف فريقها بجلب أي لاعب، لكن الامر الذي يثير الاستغراب هو انها تعاني من مشاكل مادية كبيرة جداً وصل بعضها الى داخل أروقة (الفيفا) وهو السلطة الرياضية الأعلى وكان آخرها قضية لاعبه البرازيلي دي سوزا الذي رفض إكمال مسيرته مع "العميد" بسبب عدم حصوله على حقوقه المادية المتأخرة، وقد وصل حجم الديون التي يعاني منها الاتحاد حتى الآن 50 مليون ريال وهو الرقم المالي الذي صرح به رئيس الاتحاد محمد الفايز في اكثر من مناسبة، فالتعاقد مع الفريدي سيكلف الخزينة قرابة 34 مليون ريال وهو رقم سيزيد من الاعباء المالية على الادارة في ظل مطالبات لاعبيه المتكررة بتسديد مستحقاتهم المتأخرة. الخطوة التي اقدمت عليها ادارة الاتحاد بالتعاقد مع الفريدي على الرغم من الضائقة المالية التي يعيشها النادي، تكشف جلياً ان بعض ادارت الاندية السعودية هي من تسبب الحرج لنفسها من خلال تحميل النادي اعباءً مالية ضخمة جداً بقرارت عشوائية لا تتم من خلال دراسة مستفيضة لوضعها المادي، فضلا عن كون إدارة الاتحاد أصبحت في موقف حرج جداً امام لاعبيها الذين ستزيد مطالبهم بضرورة تسديد مستحقاتهم المتأخرة وهو الامر الذي سيدخل علاقتها معهم في نفق مظلم، لأنهم سيطالبون بمساواتهم بالفريدي الذي اشترط استلامه مبلغ مليوني ريال عند توقيع العقد وهو الشرط الذي وافقت عليه، مما يصعب موقف هذه الادارة عند افتتاح فترة التسجيل الشتوية في ظل عزم أكثر من لاعب اجنبي على تقديم شكوى رسمية للمطالبة بمستحقاته اضافة الى ان الاتحاد ينتظره عمل كبير من خلال إحلال بعض الوجوه الشابة على حساب بعض اللاعبين كبار السن وهم كثر في الاتحاد، وعملية الاحلال بكل تأكيد تتطلب مبالغ كبيرة جداً. إدارة الاتحاد خلقت أزمة جديدة لها وستكون عواقبها كبيرة في المقبل من الأيام والكل سينتظر كيف ستتصرف لتجاوز أزمتها المالية التي صنعتها، ويبدو أنها لم تستفد من درس البرازيلي سوزا.