بالرغم من كل الجهود الرائعة والخيرة التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين لتوفير سبل الأمن والأمان لعمار بيت الله الحرام وزواره ومصليه ليتمكنوا من تأدية مناسكهم وصلواتهم في أمن وطمأنينة وسكينة إلا ان هناك من يصر على تعكير صفو هذه الطمأنينة التي يتمتع بها عمار بيت الله الحرام من ضعاف النفوس والمجرمين الذين قدم العشرات منهم من بلادهم بهدف النشل والسرقة والتسول والتعدي على حرمات الله في بيته الحرام وفي الأرض الحرام. «الرياض» عايشت معاناة عينة من العشرات من زوار وعمار بيت الله الحرام في مكةالمكرمة والذين لفت وجود العشرات منهم في طوابير طويلة أمام مكتب المفقودات التابع لشرطة الحرم الشريف الواقع بين باب بني هاشم وباب علي - رضي الله عنه - حيث تتعدد مواقف النشل والسرقة التي تعرض لها هؤلاء من الساحات المحيطة بالحرم الشريف إلى ساحات الحرم وحتى منطقة الطواف حول الكعبة المشرفة وصولاً إلى مواقف الباصات التي تنقل العمار والزوار إلى فنادقهم فيترصدهم اللصوص والنشالون مستغلين التزاحم على السيارات والباصات فينفذون مآربهم الدنيئة. المواطن أحمد بن معيض القحطاني تواجد بالقرب من مكتب المفقودات وقال إن النشال أخذ منه شنطة كانت تحتوي على جميع أوراق سيارته وبطاقة الأحوال واستمارة السيارة وبطاقة الصراف ومبلغ مالي يقدر بألفي ريال. الحاج اليمني محمد أحمد قال: انه تعرض للسرقة في ساحات الحرم وفقد اقامته ومبلغاً مالياً.. المعتمر الاماراتي علي العامري قال: إنه فقد فجأة محفظته وفيه مبلغ مالي وبطاقته الجامعية، مستغرباً وجود مثل هؤلاء في البلد الحرام حيث انني لم اكن اتصور حدوث مثل هذا لي البيت الحرام. المعتمر: بشير حسن قال: انه فقد مبلغ وجميع أوراقه الشخصية مشيراً إلى انه فقدها اثناء صلاة القيام. المعتمر سيد حسين بنغالي قادم من احدى مناطق المملكة قال بأنه فقد 100 ريال هي كل ما يملك ولا يعلم كيف يعود إلى هناك. المعتمر الشيخ حسن أشار إلى انه فقد مبلغ 3000 ريال اثناء الصلاة حيث قام اللص بقطع بنطلونه بمشرط دون ان ينتبه إلى ذلك، مشيراً إلى انه كان قادماً للحرم لتسليم المبلغ إلى عائلة فلسطينية قريبة كانت بحاجة إليه. المعتمر الباكستاني محمد ارشد علي قال: انه قدم من الامارات مع عائلته وكان يحمل معه 3000 درهم اماراتي سرقت منه اثناء تزاحم حدث في ساحات الحرم، وقال انه يستغرب اجراءات التأخير في مكتب المفقودات التي تتطلب الوقوف ساعات والتي تبين ان عدد رجال الأمن قليل. مواطنة مغربية كانت تتحدث إلى مجموعة من المعتمرين اشارت إلى انها فقدت 7000 دولار كانت أموالاً تحتفظ بها لمجموعة من المغاربة الذين قدمت معهم. المواطن ابراهيم الخزيم قال: انه بالرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين إلا ان هذه الحوادث تعكر على المسلمين زيارتهم للبيت الحرام خاصة وان الكثير منهم قد قدم من بلاد بعيدة وقد تتقطع السبل بالكثير منهم، مشيراً إلى مشاهدته لعشرات الحالات ممن تعرضوا للسرقة. وقال انه تعرض للسرقة وجاء إلى مكتب المفقودات من فجر اليوم وحاول تسجيل بلاغ لدى المكتب إلا ان الزحام كان يعيده كل مرة دون ان يتمكن من الحديث إلى أفراد الشرطة الذين لا يتوفر منهم إلا شخص واحد لتقديم البلاغات مما يعني وجوب الانتظار ساعات طويلة لمجرد التبليغ. وقال انه واثناء صعوده للباص الذي يقل ساكني الفندق الذي يسكنه حدث تزاحم عند الباص فقد خلاله محفظته التي تضم جميع بطاقاته الشخصية من بطاقة أحوال ورخصة قيادة وبطاقات صراف بنكية ومبلغ مالي يقدر يقدر بثلاثة آلاف ريال سعودي مشيراً إلى اشتباهه بشخص بنغالي نزل من الباص في لحظة معينة.