بات مما لا شك فيه قرب ودنو النهاية الحتميّة لنظام بشار الأسد والذي طال امدُه وتلطخت يدهُ بدماء الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ والمدنيين العُزّل وسعة وكِبر وحجم الخراب والدمار الذي لايمكن وصفه والذي طال جميع الأراضي السورية ولا يمكن التنبؤ بمقدار خسائره نتيجة للقصف اليومي العشوائي بالطائرات والدبابات وجميع أنواع الأسلحة الثقيلة من قبل جيشه المتعسف وبعد مضي مايزيد على العشرين شهراً وحصيلة قتلى قاربت الأربعين ألف قتيل فقد أوشك هذا النظام القاسي الظالم على الانتهاء والزوال نظراً لتمكن الجيش السوري الحُر من السيطرة على أهم المعابر والمدن السورية وقدرته الفائقة على تضييق الخناق على جيش النظام الأسدي ومن يسانده وكذلك بسبب ازدياد أعداد المنشقين في صفوف ذلك النظام مما ساهم في تسريع نهايته والتي أصبحت أمراً مسلّماً به عند جميع المتابعين لما يدور على الساحة السورية ولكن وسط هذه الأحداث المتسارعة وبجانب مجموعة من العوامل والأهداف الجيوستراتيجية والتي بدورها قد تتعدى وتتخطى محيط التفكير في نظام الحكم في سوريا إلى قضايا وعلاقات ومسارات خارجيه ونتيجةً لذلك يبرز السؤال المهم وهو: ماهو السيناريو المحتمل لمسار الحكم في سوريا بعد سقوط النظام الحالي؟ بمعنى آخر: من سيحكم سوريا بعد بشار؟ للإجابة على هذا السؤال أقول بأن هناك عدة احتمالات وتصورات وسيناريوهات لما سيكون عليه الوضع بعد نهاية وسقوط النظام الحالي في سوريا ومن أهم وأبرز تلك الاحتمالات هو نشوء وبداية حرب أهلية داخلية يطغى عليها الطابع الطائفي او المذهبي من جهة نظراً للتدخل الخارجي من قِبَل بعض الأحزاب المذهبية والتي كانت بصورة واضحة وصريحة تدعمه وتسانده ومن جهة أخرى تكون تلك الحرب الأهلية بين الجيش السوري الحُر وبين قادة المجلس الوطني العسكري وذلك بسبب الصراع على السلطة وهذا بدوره سوف يزج بالوضع السياسي للبلد بل من الممكن للمنطقة بأكملها إلى طريق لا نهاية له من العنف والقتل والدمار ،أما الاحتمال الثاني فهو سيكون بسيطرة جماعة الإخوان المسلمين والمتواجدين حالياً والمسيطرين على كامل الوضع العسكري في البلد نظراً لإمكانياتهم المتميزة والمتمثلة في دقة التنظيم على ساحة القتال وتواجدهم وتوزيعهم المجتمعي المتميّز في سوريا وذلك كما حدث في كلٍ من تونس ومصر مؤخراً بعد الثورات التي حصلت وبالتالي سيؤدي ذلك إلى تغيير كامل للأهداف الجيوستراجية وإلى تحالفات إقليمية لتلك الجماعة في جميع دول المنطقة لتعزيز نفوذها ومن أجل استخدام القضية الفلسطينية للأهداف السياسية لهم، أما الاحتمال الثالث والأخير فهو مرحلة الزج بأكبر قدر ممكن من الفلسطينيين واللبنانيين والمتواجدين حالياً داخل الأراضي السورية من أجل الشروع في الاشتباك المباشر مع الجيش الحر ومع القادة العسكريين في حربٍ أهلية غير واضحة ومحاولة إضعاف شوكة الثوار الأحرار والمحاولة في زرع الفتنة بينهم وذلك من أجل إطالة النزاع القائم بين تلك الأطياف والجماعات المختلفة حتى يتم استنزاف أكبر قدر ممكن من مقدرات وممتلكات هذا البلد العظيم وتأريخه العريق. في النهاية .. لابد من الوقوف بكل جرأة وإنسانية ووضوح وقفة رجل واحد من أجل تضميد جراح ذلك الشعب الأبي والوقوف جنباً إلى جنب معهم في كل خطوة يتم اتخاذها وتشجيعهم على الألفة والتعاون والاتحاد من أجل تقرير مصير بلدهم والوقوف ضد أعدائهم والنهوض بكل قدرٍ ممكن من الأعمال التي تزيد من اللحمة والتآخي والترابط من أجل الوطن. حمى الله بلادنا وقادتنا وبلاد الشام وقادته الصادقين الغيورين وأهلنا وأهلهم من كل شر ومكروه..