يبدأ رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي اليوم زيارة رسمية إلى باريس تستمر 3 أيام ثبّت الفرنسيون موعدها بعد تردّد أعقب اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن في 19 الشهر الفائت. وسيعقد ميقاتي لقاءات موسّعة مع رئيس الجمهورية الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الحكومة جان-مارك إيرولت ورئيس الجمعية العامة الفرنسية كلود برتولون ووزير الخارجية لوران فابيوس، وسيتم توقيع عدد من الاتفاقيات الاقتصادية والإعلامية والثقافية بين البلدين علما بأن الشق السياسي من الزيارة سيكون الأبرز. ولعلّ "الرسائل" الفرنسية التي سيتلقاها ميقاتي باتت معروفة وخصوصا بعد الزيارة "الخاطفة" التي قام بها رئيس الجمهورية الفرنسي فرانسوا هولاند إلى بيروت في طريقه إلى المملكة العربية السعودية. ومجددا سيكرر الفرنسيون بحسب أوساط مطلعة على أنهم "لا يتخذون أي موقف من تغيير الحكومة أو بقائها لأن همهم الأساس هو الحفاظ على استقرار لبنان السياسي والأمني". هذه هي الرسالة الأساسية والتي ستقرن بمجموعة من الرسائل الفرنسية أبرزها أن فرنسا يمكن أن تقبل بتغيير حكومي لكن على فريق المعارضة التحاور مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان وتحضير "أجندة إيجابيّة" عن كيفية التغيير" بحسب الأوساط المطلعة على المحادثات الفرنسية في بيروت والسعودية. وتضيف هذه الأوساط "بأن الفرنسيين طالبوا المعارضة ببذل جهد لتجنيب لبنان مخاطر الأزمة السوريّة، وفرنسا لا تريد التدخّل في شكل الحكومة الجديدة لكنها لا تريد الفراغ السياسي ومع تسجيل التعاطف مع مواقف المعارضة لجهة المخاوف من استمرار الاغتيالات". هذه الرسائل الفرنسية التي وصلت إلى اللبنانيين تباعا في الآونة الأخيرة سيتلقاها الرئيس نجيب ميقاتي بشكل أوضح في "ثلاثيته الباريسية" وسينقل بدوره رسائل الحكومة اللبنانية إلى باريس وأبرزها بحسب أوساطه: طلب المزيد من الدّعم للجيش اللبناني، المساعدة في مسألة النازحين السوريين إلى لبنان وخصوصا وان الحكومة اللبنانية تؤمن لهم المسكن والطبابة والغذاء والمدارس، تجديد الالتزام بقوات الطوارئ الدّولية، طلب الدعم الفرنسي لخطة اقتصادية اجتماعية ستقرها الحكومة اللبنانية، طلب الدعم الفرنسي لعضوية لبنان في مبادرة "دوفيل" التي تضم عددا من بلدان "الربيع العربي" وبوسعها تقديم مساعدات للبلدان ذي الباع الديمقراطي الطويل. إلى ذلك كلّه سيستعرض الرئيس ميقاتي الوضع السياسي معبرا عن وجهة نظره التي باتت معروفة وهي أنه "مستعدّ لأن ينظر في أي حلّ ينفّس الاحتقان الذي يمرّ به البلد، لكن استقالته لا يمكن أن تكون مشروع أزمة جديدة". وسيؤكد الرئيس ميقاتي التزام لبنان بإجراء الانتخابات النيابيّة بموعدها وبأن الحكومة ماضية في الإعداد لقانون انتخاب جديد. في الموضوع السوري سيكرّر الرئيس ميقاتي "موقف لبنان المتشبّث بالنأي بالنفس الضرورية للبنان بناء على علاقاته السياسية الاجتماعية والاقتصادية مع سوريا التي يتشارك معها ب80 في المئة من حدوده والتي يمكن لأي خلاف محتدم معها أن يخنقه اقتصاديا، في الوقت عينه فإن لبنان ملتزم بجامعة الدول العربية ولديه قرابة ال400 ألف لبناني يعملون في الخليج ويغذونه اقتصاديا ولا يمكن للبنان أن يسيء إلى علاقاته مع الدول العربية، وفي ظل الانقسام اللبناني في الأزمة السورية فإن الموقف الرسمي الأمثل هو النأي بالنفس عن أي موقف إزاء سوريا". وليست الإشارات الفرنسية المترددة في التعجيل بتحديد موعد زيارة ميقاتي والتي أعقبت اغتيال اللواء الحسن "سوى إشارات متعمّدة موجهة ليس إلى شخص رئيس الحكومة بل الى مكوناتها وخصوصا "حزب الله" ووليد جنبلاط لتذكيرهم بضرورة مدّ اليد إلى المعارضة وعدم المبالغة في "الاغتباط" من "هفواتها"، وأن هذه الحكومة لا تعيش من دون الدعم الدولي لها" كما عبّر ل"الرياض" دبلوماسي غربي مطلع مقيم في بيروت رفض الكشف عن اسمه.