كانت كاميرا القناة الرياضية ترسل صوراً قاتمة وهي تتنقل عبر مراسلها "الطرزان" في أروقة الطيران الخاص بمطار الملك خالد الدولي انتظاراً لوصول ميسي ورفاقه. صورة لم يرد لها أن تكتمل. غياب الإضاءة كان مسيطراً على الموقف والفوضى كانت سيدة اللحظة. وصل ميسي ورفاقه إلى المطار وكان في استقبالهم الرشاشات بدلاً من الورود. ويستمر المراسل الطرزان في نقل الصورة القاتمة والمشهد الفوضوي الصارخ وكأنه يريد أن يثبت للعالم أن لا شيء يعلو على الرشاشات ويزداد المشهد توتراً وعيون ميسي لا تصدق ما تراه. ما نشرته الصحافة العالمية بعد الاستقبال الاستثنائي لميسي كان قاسياً، حيث تم تصوير المجتمع السعودي بمظهر التخلف والرعب والفوضى وذلك بفضل فيلم الرعب الذي نقلته قناتنا العزيزة. صورةٌ سيئة ستجد معها كل القطاعات المعنية بالسياحة والإعلام الخارجي صعوبة بالغة في تغييرها أو حتى محاولة تبرير ما حصل لأن الصورة كانت أبلغ من الكلمات والعالم كله شاهد ما حدث. الصورة القاتمة التي شاهدها العالم كله يجب ألا تمر مرور الكرام ولابد للجهات المعنية أن تبحث عن أصل الفوضى وسببها فليس من المعقول استقبال عشرين شخصا يسبب ما سبب من فوضى في بلد نجح للتو في استقبال أكثر من أربعة ملايين حاج من مختلف أنحاء العالم. ألا يعلم المسؤولون عن إحضار الفريق أن هناك شركات علاقات عامة قادرة على إدارة مثل هذه المناسبات وأن الارتجال لم يعد له مكان في زمننا الحالي وبالذات مع مناسبات يهتم بها الإعلام العالمي. ثم هل كان من الضروري أن يستقبل ميسي ورفاقه مسؤول مكتب جاليات البطحاء الذي كما قيل قدم كتباً توعوية لهم؟. كيف سيكون الوضع لو أن المنتخب السعودي سافر إلى إحدى الدول الغربية وتلقى هناك كتباً ومطويات تبشيرية؟. الفوضى العارمة وما صاحبها من تعليقات في الصحافة الغربية، تؤكد أننا أخفقنا في استغلال هذا الحدث إعلامياً، وساهمنا أكثر في تكريس الصورة المغلوطة عن المملكة، وبالتأكيد سنحتاج إلى سنوات قبل أن ينسى ميسي ورفاقه والعالم كله تفاصيل الرعب والفوضى التي حدثت في المملكة.