كل انسان على وجه المعمورة يعرف ماذا يعني الاتصال اليوم، ومدى تاثيره في حياة البشر من تبادل الثقافات وجمع المعلومات ولذا سمي عصرنا هذا عصر ثورة المعلومات، ولكن كيف يصل الإنسان إلى المعلومة والغرض اذا لم توجد الوسيلة. كل شرائح المجتمع وفئاته لا تستطيع تسيير أمورها بدون الاتصال بالطرف الاخر. ولكن المشكلة الكبيرة حين تكون وسائط التواصل المهيأة من الاتصالات السعودية بعضها ضعيف جدا والآخر منعدم، وخاصة قرى بني مالك عسير ومنها قريتنا التي لا تبعد عن الحزام الدائري لمدينة أبها سوى 16 كيلا، فيها الجوال من الجيل البائد واللاسلكي يومض كلمح البرق اذا قدر الله له واتصل، والهواتف الثابتة بحالة سيئة تعمل يوما وتتعطل شهرا ولا تستطيع طلب خط هاتف لان الكيبل الذي مد حديثا لا يحتوي إلا عدد محدود من الخطوط، والوعود بزيادتها تتكرر سنة بعد أخرى، والحاجة تزيد بكثرة على تلك الخدمة. ولم تحظ طلباتنا بأي اهتمام. والكل يعلم إن البيوت مقسمة إلى ثلاث فئات عمرية: الطلاب في حاجة إلى تقنية جيدة ليتعلموا ويتصلوا بالجامعات والحصول على المعلومات والنتائج والمحاضرات الخ.. ورب الأسرة الذي يبحث عن تلك الوسيلة ويدفع المبالغ المالية في التجارب والبحث عن مسرعات لاسلكية وكذلك يدفع فواتير ورسوما بدون مقابل. والفئة الثالثة كبار السن الذين لهم مواعيد وتذاكر علاج ولم تتوفر لهم مما دعاهم جميعا الى هجر مساكنهم بسبب الخدمتين الاتصالات والصحة وسكنهم في المدن يريدون القرب من الخدمات. إن المواطن له حقوق على هذه الشركة التي لا تمد سنتيمترا من أسلاكها الذهبية إلا وتأخذ قيمته وأعلى سقف الربح من الخدمة المقدمة وقد رضينا بما يفصلون من الباقات ويقدرون من الرسوم ولبسنا ودفعنا (الدنيا اخذ وعطاء) سرعات وهمية وتنزيل خدمات لم يطلبها المواطن وعندما تطلب DSL نبقى في قائمة الانتظار حتى يعافنا البرنامج ويخرجنا من القائمة. أصبحنا نقطع الكيلو مترات حتى نصل إلى مقاهي النت لنحجز موعدا أو نقدم طلبا أو نبحث عن معلومة وسؤالي لشركة الاتصالات متى توفون بالوعد؟