ذهول وصدمة في أوساط الإسرائيليين على كافة المستويات يقابلها فرح واحتفال في أوساط الفلسطينيين بعدما دكت صواريخ المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وللمرة الأولى مدينة القدسالمحتلة ومن قبلها مدينة تل أبيب التي تمثل قلب الكيان الإسرائيلي. ففي مشهد لم يسبق له مثيل منذ عدوان يونيو/ حزيران 1967، دوت صفارات الإنذار في مختلف أرجاء مدينة القدسالمحتلة والمستعمرات المحيطة بها، ليعقبها سقوط صاروخين على الأقل داخل الحدود المزعومة للمدينة المقدسة، أحدهما ضرب مستعمرة "غيلو" في الجنوب الغربي والثاني ضرب مستعمرة " نيكوديم" التي يقيم فيها وزير الخارجية الإسرائيلي العنصري افيغدور ليبرمان جنوب شرقي القدس. وقد سادت مدينة القدس حالة من الفزع والخوف والذهول أوساط المستعمرين الإسرائيليين الذين سارعوا إلى لزوم الغرف المغلقة والآمنة وبدت الشوارع شبه خالية، وسط مخاوف من تجدد القصف الصاروخي الفلسطيني للمدينة، رداً على العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة لليوم الثالث على التوالي. أما أبناء المدينة المقدسة الفلسطينيون فقد عمدوا إلى اعتلاء أسطح منازلهم ليرقبوا سقوط المزيد من الصواريخ الفلسطينية على المستعمرات اليهودية في القدس التي طالما ادعت إسرائيل أنها عاصمتها الأبدية في مشهد احتفالي غير مسبوق بهذه الضربة النوعية لدولة الاحتلال التي استفردت بهم على مدار سنوات طويلة وأمعنت في تهويد مدينتهم ومحاربة وجودهم. وكانت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" أعلنت في وقت سابق عن قصف الكنيست الإسرائيلي في الشطر الغربي من مدينة القدس بصاروخ بعيد المدى، غير أن إسرائيل لم تعترف بذلك. كما اعترفت دولة الاحتلال بسقوط صواريخ أخرى على منطقة تل أبيب تضاف إلى عدد من الصواريخ التي طالت أطراف المدينةالجنوبية الخميس الماضي. ودوت صفارات الإنذار في العديد من المستعمرات اليهودية في الضفة الغربية ما يعكس حالة الرعب التي تنتاب المستوطنين الإسرائيليين من احتمال وصول صواريخ المقاومة إليهم. وقد دفعت حالة الابتهاج التي عاشها الفلسطينيون في مختلف أرجاء الضفة الغربية إلى الخروج إلى نقاط التماس مع جيش الاحتلال ورشقهم بالحجارة ما أدى إلى وقوع مواجهات عنيفة خاصة في منطقة العيسوية شرق القدس وشعفاط وقلنديا شمالا. وعبرت أوساط عديدة في الحكومة الإسرائيلية عن مفاجأتها لطبيعة الرد من جانب المقاومة الفلسطينية واعتبرت أن ما حصل هو "خرق لقواعد اللعبة من جانب حماس" على حد وصفها. وفي تطور جديد، قال وزير الخارجية العنصري افيغدور ليبرمان إن إسرائيل لا ترغب في خوض حرب شاملة إلا أنها على استعداد لعملية برية في القطاع "وفي حال المباشرة بعملية كهذه لا يجوز وقفها بل إنه يجب الذهاب حتى النهاية". وجدد العنصري ليبرمان تأكيد وجود ثلاثة أهداف رئيسية لعملية (عمود السحاب) وهي استعادة الهدوء إلى منطقة الجنوب واستعادة الردع الإسرائيلي والقضاء على مخزون الصواريخ البعيدة المدى للتنظيمات الفلسطينية في القطاع. من جهة أخرى، ذكرت مصادر إسرائيلية إن الكلفة المالية اليومية والمباشرة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والمسمى "عمود السحاب" تصل إلى 170 مليون شيكل ( نحو 43 مليون دولار)، فيما أشارت تلك المصادر إلى أن الكلفة غير المباشرة لهذه المعركة تفوق هذا الرقم بكثير.