كان أحمد الجعبري القائد العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الذي اغتالته آلة الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة أول من أمس يعرف ان ايامه معدودات منذ ان وافق على الافراج عن غلعاد شاليط الاسير الاسرائيلي الذي دبر هو عملية أسره. وقال مساعد لقائد حماس الراحل لرويترز "الجعبري كان يعيش شهيدا كان ينتظر الشهادة." وأعلن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) ان الجعبري الذي نجا من ضربة جوية العام 2004 هو الذي دبر هجوما من غزة عبر الحدود أسر خلاله العريف الاسرائيلي شاليط العام 2006. وبعد خمس سنوات شارك الجعبري في المفاوضات التي انتهت بالافراج عن شاليط مقابل الافراج عن 1047 أسيراً فلسطينيا كانوا في سجون اسرائيل، ما أكسبه شعبية في غزة لكن من وجهة نظره تسبب في اصدار حكم بالاعدام عليه في اسرائيل. وقال مساعده الذي طلب عدم الكشف عن اسمه "كان يتحدث عن الشهادة طوال الوقت لكنه كان يشعر ان الاسرائيليين سينتظرون حتى استكمال الاتفاق الخاص بشاليط." وقال مسؤولون اسرائيليون ان الجعبري ضالع في تمويل وتوجيه هجمات ضد دولة الاحتلال، بينما وصفه رئيس الكيان الاسرائيلي شمعون بيريس بأنه رجل كان "يمارس القتل الجماعي" خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الاميركي باراك أوباما. وكان الشهيد الجعبري رسميا نائب القائد العسكري ل"حماس" محمد الضيف لكنه في السنوات القليلة الماضية أصبح فعلياً القائد العام لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري للحركة عقب اصابة الضيف اصابة بالغة في عدوان اسرائيلي. وأصيب الجعبري في ضربة جوية لمنزله العام 2004 مات فيها ستة اشخاص من بينهم ابنه وكان ينأى بنفسه عن الاضواء. وكان الجعبري قال لرويترز في مقابلة العام 2005 ان "الجهاد والمقاومة" هما الطريق الوحيد لتحرير الوطن لا المفاوضات والمساومات. وتعهد بالمضي قدما بغض النظر عن الثمن قائلا ان الله في النهاية "سينصرنا." واغتيال كبار القادة الفلسطينيين هو منذ فترة طويلة جزء من الاستراتيجية الامنية لاسرائيل. وبدد العدوان الإسرائيلي الآمال في أن تتمكن هدنة توسطت فيها مصر من إبعاد الجانبين عن شفا الحرب بعد تصاعد الهجمات الصاروخية الفلسطينية والهجمات الإسرائيلية على أهداف للنشطاء على مدى خمسة أيام. وبدأت عملية "عمود الغيمة" الإجرامية بهجوم دقيق على سيارة تقل قائد الجناح العسكري لحماس. وقالت المتحدثة العسكرية الاسرائيلية افيتال ليبوفيتش للصحافيين ان مقتل الجعبري هو الهجوم الاول "في عملية ضد أهداف ارهابية.. حماس والجهاد الاسلامي وجماعات ارهابية اخرى." -على حد تعبيرها- واغتالت آلة العدوان الإسرائيلية الشيح احمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي مؤسسي حماس في ضربتين جويتين عام 2004.