قالت مصادر خاصة ل "عناوين" إن الجندي الإسرائيلي الأسير لدى حركة حماس قد أصيب في القصف الجوي الإسرائيلي على مدينة غزة، وأضافت المصادر أن شاليط أصيب بجروح طفيفة خلال قصف الطيران الإسرائيلي لمدينة غزة في الأيام الأولى من الهجوم الجوي على كافة مناطق القطاع. ولم تفكر إسرائيل في مصير أسيرها لدى حركة حماس (جلعاد شاليط)، فيما أعتبرت القيادات العسكرية الإسرائيلية أن جنديها شاليط قد قتل في وقت سابق. وأعتمد الاحتلال الإسرائيلي على تهيئة الرأي العام في الكيان العبري على أن شاليط قد يعود جثةً هامدةً في حال بدء الغارات الإسرائيلية والهجوم غير المسبوق على غزة. وكانت "عناوين" قد تجولت في الشارع الفلسطيني وأخذت رأي العديد من المواطنين والمقاومين الفلسطينيين حول مصير الجندي الأسير شاليط، حيث قال أبو معاذ، أحد عناصر كتائب القسام التابعة لحركة حماس، : إن "شاليط له قصة مختلفة وحسابات مختلفة تماماً"، وأضاف بأن "إسرائيل تفضل موت شاليط، على أن يموت مائة شاليط" في إشارة إلى إمكانية خطف جنود إسرائيليين آخرين خلال المرحلة التالية من الهجوم على غزة. وكانت مصادر في كتائب القسام قد أكدت أسرها جنديين إسرائيليين في شمال قطاع غزة، فيما قالت إسرائيل أن جندياً واحد لها فُقد الاتصال معه. ويقول محمود وهو أحد عناصر كتائب القسام مكتفياً باسمه الأول إن المقاومة ستحتفظ بشاليط كأسير حرب هو وغيره من الجنود الذين سيتم أسرهم، مضيفاً بأن على إسرائيل أن تدرك أنه بقصفها الهمجي قد تقتله بأيديها، ومن المؤكد أن القيادات العسكرية لحماس تدارست ملف شاليط، وستقدمه كورقة رابحة في يدها، في الوقت الذي يناسبها. ورأى الطالب إبراهيم عبد الهادي أن قضية شاليط هامة وحساسة جداً، مضيفا: "على حركة حماس أن تلّوح في وسائل الإعلام المختلفة حول إمكانية قتله وتعليق جثته وسط ميدان فلسطين في غزة، كوسيلة ردع للاحتلال الإسرائيلي بوقف هجماته على غزة". ويعتقد أحمد عبد الخالق، أن إسرائيل تدرك تماماً أن دخول دباباتها إلى غزة يعني إنهاء ملف "شاليط الحي" للأبد، وسيدور الحديث لاحقاً عن جثة جندي إسرائيلي لدى حماس، وأوضح "إسرائيل تخشى دخول القطاع بالدبابات، فهي تخشى أسر جنود آخرين بدلاً من تحرير جنديها الأسير". من جهته قال وسيم سليمان ل "عناوين" إن تلويح حركة حماس في الوقت الحالي بملف شاليط سيزيد الأمور تعقيداً، مضيفاً "من ناحيتي أفضل التلويح بشاليط مع دخول أول دبابة إسرائيلية لمدينة غزة". من جانبه رأي الكاتب والمحلل السياسي الدكتور مازن حمدونة، أن ملف شاليط لن يفيد حماس في الوقت الحالي، إذا ما لوّحت حركة حماس بقتل شاليط في حال تمادي العدوان الإسرائيلي على غزة، فقد تتخذها إسرائيل ذريعة لتوسيع عدوانها أمام الرأي العام الدولي. وأضاف حمدونة ل "عناوين": "لا بد من التأني ومعرفة ما تنويه إسرائيل من اجتياحها البري على قطاع غزة". مشيراً إلى أن المقاومة الفلسطينية بإمكانها أن تأسر وتقتل عددا كبيرا من الجنود في حال الاجتياح البري، "فطبيعة الأرض تخدم كعادتها أصحاب الأرض، في حين أهداف العملية الإسرائيلية ستفشل حتماً مع مرور الأيام". واعترفت إسرائيل بأنها تواجه مقاومة شرسة في كافة المناطق التي إحتلتها برياً شمال ووسط قطاع غزة، وقالت أن عدداً كبيرا من جنودها جرحوا في إشتباكات مع المقاومة الفلسطينية، لكنها لم تؤكد خبر حركة حماس بأن جنديين لها قد تم أسرهما يوم أمس. يذكر أن ثلاث فصائل فلسطينية أسرت الجندي الإسرائيلي شاليط وقتلت 6 آخرين في عملية نوعية على الحدود مع قطاع غزة قبل أكثر من عامين، وتطالب حركة حماس إخراج أكثر من 1000 أسير فلسطيني مقابل إطلاق سراحه، إلا أن إسرائيل ماطلت في قضيته.