تتعد مصائب الدنيا وتتلون بألوان عدة منها ما تستطيع الصمود في وجهها ومنها ما تنهار قوانا تجاهها وهذا حال الدنيا سعادة وشقاء صحة ومرض قوة وضعف ولكن أين نحن من كل هذا؟. ماذا فعلنا؟ هل انصفنا من كانوا بالأمس سبب وجودنا؟ هل مددنا لهم يد العون عندما احتاجوا لنا؟. لماذا يكون جحود الأبناء لآبائهم وأمهاتهم؟. هل لأنهم كبروا؟ ما عادوا بحاجة لهم؟ أم لأنهم استقلوا بأنفسهم؟ وغرتهم قوة وعنفوان الشباب؟ مشكلة كبيرة يواجهها العديد من الآباء والأمهات ولو اتيحت لهم فرص التعبير لاطلقوها صرخة مدوية اليوم نجد الشاب وقد أمن مستقبله أكمل دراسته حاز على الوظيفة تزوج واستقل بحياته كل ذلك ما كان ليكون لولا والديه ثم وماذا بعد؟؟ عصيان للوالدين، وتهميش لهم، تجاهل لحقوقهم، والسبب زوجة «مسحت ذاكرته». جعلته ينسى كل شيء؟ الأب والأم والاخوة. وليتها تذكرت تلك الزوجة جزاء العقوق!! لماذا هذا النكران من شبابنا تجاه آبائهم وأمهاتهم؟؟ ما زرعه والده فيه وهو صغير من قيم ومبادئ وعادات وتقاليد طمستها «زوجته» وأبدلتها بعادات وتقاليد ومبادئ تتوافق مع رغباتها «أهلها في المقدمة - واجباتهم وحقوقهم أنبل وأعظم ما في الدنيا» والويل ثم الويل لك أيها الزوج إذا خالفت أمرها رضيت أم لم ترضى. صورت لك الشقاء سعادة - نعم لا تتعجب - فعصيانك لوالديك شقاء وأي شقاء. أخي: أي سعادة في عقوقك لوالديك اتعلم: إن الله قرن حقهما بحقه قال تعالى: {أن أشكر لي ولوالديك} إن الله أمر بصحبتهما والاحسان إليهما ولو كانا كافرين. إن برهما من الجهاد. إن طاعتهما من موجبات الجنة عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «رغم أنفه، رغم أنفه، قيل: من يا رسول الله؟ قال: «من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كلاهما ثم لم يدخل الجنة». رواه مسلم. إن رضى الله في رضي الوالدين. إن برهما سبب في مغفرة الذنوب. إن برهما سبب في تفريج الكربات. إن برهما سبب في سعة الرزق وطول العمر وحسن الخاتمة. إن دعوة الوالد على الولد مستجابة. إن الولد وماله لأبيه. إن عقوقهما من أكبر الكبائر. وبعد أخي واختي فكلاكما في نفس المنزلة لذا أقول لكما ألا ترون أنه مهما فعلنا تجاه الوالدين قليل في حقهما وأنت أيتها الزوجة أترضين بعقوق والديك!!. إذا لماذا تقذفين بمن تحبين في النار؟؟ لماذا تزيدين ذنوب من تحبين؟؟ الله الله بالوالدين وأعلم أخي الحبيب انك مهما قسوت عليهما ومهما بالغت في عصيانهما وعدت إليهما ستضم بين الأضلع من فرط محبتهم لك وشوقهم إليك. ما دفعني إلى الكتابة في هذا الأمر أمور عدة وعلى رأسها مخافة الله لأني مسؤولة عن أبناء وبنات وأخوة واخوات ولا اتمنى لأحد منهم أن يقذف بالنار، تمتع بحياتك وأفرح ولكن تذكر ان الحياة ما هي إلا محطات متحركة فيوم لك ويوم عليك. قال الإمام الشافعي: الدهر يومان ذا أمن وذا خطر والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر أما ترى البحر تعلو فوقه جيف وتستقر بأقصى قاعه الدرر وفي السماء نجوم لا عداد لها وليس يكسف إلا الشمس والقمر أخي: أنت اليوم شاب وأب لأطفال قادر على رعايتهم ولكن غداً ستكون شيخاً وأباً لأبناء شباب هلا سألت نفسك حينها ما مصيرك وكيف رعاية أبنائك لك؟؟ أخي قف قليلاً وارجع بالذاكرة للوراء تذكر طفولتك وكيف أن والدك تنقل ليؤمن لك حياة كريمة وكيف أن والدتك رعتك لتؤمن لك مستقبلا عظيما «أيكون هذا الجزاء». حتماً إنه الشقاء..