يزخر الميدان التربوي في المملكة بمعلمين يعشقون المهنة، ويفتشون في ثناياها عن مسارات وطرق للإبداع، همهم الوصول إلى عقول طلابهم بطرق مبتكرة، وأفكار إبداعية، لإحداث تغيير ما في فكرهم أو سلوكهم، يحملون هماً، ويرجون جيلاً باحثاً، مبدعاً، لا يلتفت إلاّ للمستقبل الواعد، الذي يصنعه ويشرف عليه معلم أمسك بيد طالبه، وبث آماله وتطلعاته، ليأخذ به إلى طريق النجاح، وهذا لا يكون إلاّ بعد العناية بالمعلم، ودعمه وتشجيعه ومنحه المزيد من الفرص للتألق والإبداع؛ مما سينعكس إيجاباً على الطلاب في كافة المراحل التعليمية. التخلص من الكتب الورقية وذكر "عبدالرحمن بن محمد الغملاس" -معلم رياضيات في مدرسة حسان بن ثابت الإبتدائية- أنّه شارك في مسابقة "إبداع معلم" التي نظمتها إدارة التربية والتعليم بمنطقة الرياض، وحصل على المركز الثاني، حيث قدم مشروعاً كان عبارة عن آلية إنتاج وسائل تعليمية مبسطة ذات تكلفة منخفضة وجودة عالية، ليتم مستقبلاً إعداد معرض سنوي تعرض فيه هذه الوسائل وطرق استخدامها ويزود زوّار المعرض بنسخ إلكترونية عنها، مبيناً أنّه عضو في مجلس الرياضيات على مستوى إدارة التعليم بالرياض، وقد شارك في تدريب عدد من المعلمين والطلاب، وعمل في إدارة الموهوبين، وشارك في لجان تطوير المناهج، مشيراً إلى أنّه يتطلع لرفع مستوى الناتج التعليمي ليتماشى مع الميزانيات الضخمة التي تعتمدها الحكومة -حفظها الله- في ميزانياتها السنوية، مطالباً بأن يتم التخلص من الكتب الورقية وتحويلها إلى مناهج وكتب الكترونية تتماشى مع تطور العصر الحالي وتطلعات المجتمع، إلى جانب إعادة النظر في نصاب المعلمين والخدمات المقدمة لهم. جهاز الحفاظ على الماء الذي ابتكره أحمد الزهراني استثمار أفكار المعلمين وقدم "أحمد بن محمد الزهراني" -معلم رياضيات في مدرسة الحجاز الإبتدائية- شكره للوزارة على القفزات الرائعة، خاصةً في مناهج الرياضيات، مطالباً بدعم المعلمين المبدعين معنوياً ومادياً، واستثمار أفكارهم، وتسجيل اختراعاتهم وتوثيق ذلك، مشيراً إلى حاجة معلمي الرياضيات -خصوصاً مع المناهج الجديدة- إلى فريق عمل يتولى كل واحد مهمة معيّنة، إضافة إلى حاجة معلم الرياضيات إلى معامل خاصة بهذه المناهج، مبيناً أنّه شارك في مسابقة "إبداع معلم" باختراع جهاز يعتمد على استخدام الملح كحساس في توصيل الدائرة الكهربائية لغلق الدينمو "الموتور" وإقفاله، حتى لا يكون هدراً للمياه، حيث تتلخص الفكرة في وجود جرس إنذار لإخبار المستفيد أنّ هناك عطلا في "العوامة" عن طريق رسالة تنبيه مكتوبة، مشيراً إلى أنّ الهدف من هذا الجهاز الحفاظ على الثروة المائية، إلى جانب اختراعة طريقة لتصغير المتر المكعب للدخول به في الفصل وتركيبه أمام الطلاب في أقل من دقيقتين. زيارة معارض عالمية وأكّد "عيد بن حسن القحطاني" -معلم فيزياء في مدرسة محمد الفاتح الثانوية- على أهمية تبني وزارة التربية والتعليم لأفكار وإبداعات المعلمين، مشيداً بفكرة إقرار جائزة "إبداع معلم"، معتبراً أنّها تمثل خطوة في الطريق الصحيح، مضيفاً: "ما ينقص المعلم السعودي هو الدعم المعنوي والمادي، كما يحتاج إلى دورات خارجية وداخلية، وتنظيم زيارات للمعارض العلمية العالمية، وعلى الرغم من أنّ الوزارة تسعى جاهدةً نحو هذا الإتجاه، إلاّ أنّها لابد من أن تسارع الخطى حتى نصل إلى الهدف وهو التعليم المتميز لتكون المخرجات النهائية متميزة"، مشيراً إلى أنّ مشروعه الفائز بجائزة المركز الأول في المسابقة عبارة عن أجهزة يحتاجها معلم الفيزياء جُمعت في جهاز واحد، يكون سهل النقل في حقيبة علمية واحدة، مبيناً أنّه قد تم تسجيل هذا الإختراع في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية تمهيداً للحصول على براءة اختراع باسمه. الاهتمام بالمعلمين المبدعين وامتدح "خالد بن عبدالعزيز المقبل" -معلم لغة عربية في مدرسة سلمان الفارسي الإبتدائية- فكرة مسابقة "إبداع معلم"، مشيراً إلى أنّ مثل هذه الجوائز ترفع كثيراً من معنويات المعلمين، متمنياً من الوزارة أن تواصل تنظيم المؤتمرات، والمسابقات، واللقاءات التي تجمع المعلمين وتعرض إبداعاتهم، مطالباً بالاهتمام بالمعلمين، خصوصاً المبدعين؛ لما لذلك من دور كبير في صناعة الأجيال وتشكيل أفكارهم، مشيرا إلى وجود عدد كبير من المعلمين المتميزين المبدعين، إلاّ أنّهم يحتاجون إلى مزيد من الدعم والتشجيع. وعن مشاركته في الجائزة يقول إنه شارك بخمسة أعمال تأهل للتصفية النهائية بثلاثة أعمال وهي عبارة عن ابتكار بطاقات تحفيزية للطلاب ومنها المثلث الماسي وهي عبارة عن دوري جماعي للألعاب الذكية.