لم أجد تبريراً منطقياً من مهرجان «تايكي» على اختيار الفنان عبدالمجيد عبدالله ك»أفضل فنان عربي»، حاولت أن أنصف هذا الاختيار وأن أقبل به، لكن لم أستطع، لسبب بسيط هو أن عبدالمجيد لم يقدم خلال العام الحالي 2012 ما يشفع له بالمنافسة على الساحة الخليجية فضلاً عن العربية. هذا لا يقلل من تقديرنا لمكانة عبدالمجيد عبدالله في تاريخ الأغنية السعودية، وجمال صوته، هو بلا شك أحد ألمع نجوم الأغنية السعودية، لكن إذا أردنا تقييمه من خلال ما قدمه في عام 2012 فقط، فإنه لم يقدم شيئاً يذكر يجعله يستحق هذه الجائزة، ونقول ذلك من منطلق مهني «فني» صرف. في السنوات الأخيرة طغت مثل هذه المهرجانات التكريمية على مستوى الدول العربية، ورغم أهميتها وضرورتها لتطور الفن وإذكاء روح التنافس بين الفنانين، إلا أنها عربياً للأسف لا تخضع لمعايير فنية صارمة، كما هو معمول في المهرجانات العالمية التي لا تعلن نتائجها إلا بعد أن تخضع لرأي لجان تحكيم مكونة من أعضاء متمرسين، وعلى مستوى عال من الوعي الفني، وهو ما يفتقده «بعض» المهرجانات العربية في لجانها، وإلا من يصدق أنه في السنوات الماضية تم ترشيح الفنانة الكويتية شمس لجائزة أفضل فنانة عربية! رغم أنها لم تنتج أي ألبوم في تلك السنة!، وهذا فضلاً عن كونه غير منطقي إطلاقاً، يعطي انطباعاً عن المستوى المترهل لمعايير تلك المهرجانات. هذا ينطبق أيضاً على فكرة اختيار عبدالمجيد عبدالله الذي لم ينتج خلال 2012 ألبوماً جديداً «متكاملاً» كغيره من الفنانين الآخرين، واكتفى بتقديم أغان منفردة لا ترقى للمنافسة. عبدالمجيد عبدالله مطرب قدير صاحب خبرة ومنجز فني وصوت جميل، وهو بالتأكيد ليس في حاجة لهذا التكريم العشوائي. ولو اطلع الجمهور على القائمة الرئيسية لجائزة المطربين العرب لما «استغرب» من هذا الاختيار، فقد نافسه على الجائزة كل من «نبيل شعيل، محمد محسن ومحمد منير»، هذا مع العلم أن مطربين آخرين كانوا أنجح وأفضل في موسم 2012 ومع ذلك لم ينضموا لقائمة المرشحين وهو ما يطرح السؤال مجدداً عن معايير الاختيار التي يتبعها المهرجان. كيف يمكن تجاهل ماجد المهندس الذي قدم ألبوماً متكاملاً ولقي رواجاً كبيراً وكذلك الحال مع الفنان القطري فهد الكبيسي واللبناني ملحم زين وعزازي وغيرهم من الفنانين العرب الذين لم تدرج أسماؤهم في القائمة الرئيسية؟ نجدد القول بأن عبدالمجيد عبدالله ليس في حاجة لمثل هذا الاختيار الذي قد يحرجه ويقلقه كثيراً كما أقلق غيره بعد ترشيحهم لذات الجائزة مثل الفنانة إليسا التي واجهت هجوماً كاسحاً من زميلاتها بعد فوزها بالجائزة.