امتداداً لما ذكرته بالأمس عن تجاهل الإعلام العربي لإنجازات المبدعين والمبدعات، وتكريس كل اهتماماته على البرامج المثيرة للغرائز، فإنني سأسأل سؤالاً بسيطاً. لماذا ركزت «أوبرا وينفري» في برنامجها الشهير على المذيعة رانيا الباز، ولم تستشهد بالدكتورة خولة الكريع رئيسة مركز الأبحاث بمركز الملك فهد الوطني لأورام الأطفال؟!! - الجواب: لأن إعلامنا لم يكن يعرف عن رانيا الباز، إلاّ حينما تعرضت للضرب من قبل زوجها، ولأن مثل هذه المواد المثيرة هي المادة المفضلة لدى الإعلام، فلقد تحولت هذه القصة التي يحدث مثلها في أمريكا وأوروبا كل يوم إلى «أم القصص». وحينما بحثت «أوبرا» عن مادة إعلامية عن النساء السعوديات لم تجد سوى رانيا الباز. أما الدكتورة خولة الكريع الباحثة التي تعمل ليل نهار في أكثر المجالات الطبية تعقيداً فليس ثمة مادة إعلامية عنها في الأرشيف الإعلامي العالمي وطالما ان رانيا المضروبة هي رمزنا الإعلامي، فأكيد ان كل نسائنا يتم ضربهن بالأيدي والأحذية، وأكيد أنهن ينقدن خلف رجالهن كالخراف، وأكيد ان لا كلمة لهن ولا صوت لهن ولا وجود لهن. - والحل؟! - ليخلع إعلامنا ثوبه القديم وليلبس ثوباً جديداً عندها سنرى خولة وغيرها كثيرات في كل البرامج الأجنبية.