برز الجانب الإنساني في شخصية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية من خلال تعامله مع المتورطين في قضايا الإرهاب ويتجلى ذلك من خلال حرصه على إعادة المتورطين في جرائم الإرهاب إلى جادة الصواب ودمجهم في المجتمع والتعامل بمبدأ العفو والصفح مستلهما تلك الأفكار من مدرسة والده الأمير نايف بن عبدالعزيز يرحمه الله في مواجهة الجرائم بشتى أنواعها والوقوف في وجه الإرهاب والتأكيد دوما بأن المواطن هو رجل الأمن الأول . وتركز فلسفة الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز في مواجهة الإرهاب بمناصحة المتورطين في جرائم الإرهاب ومعاملتهم على أنهم مخطئون ومغرر بهم وليس مجرمين وذلك من خلال التركيز على مناصحتهم وإقناع المتطرفين والمغرر بهم عبر تشكيل لجان للمناصحة لإقناعهم بأنهم مخطئون ومغرر بهم للعودة بهم لجادة الصواب ودمجهم في المجتمع . استلهم أفكاره من مدرسة والده الأمير نايف يرحمه الله من هنا أخذ الأمير الإنسان على عاتقه فكرة تأسيس مركز المناصحة والرعاية عندما كان مساعداً لوزير الداخلية للشؤون الأمنية، وحظيت هذه الفكرة بدعم وتأييد من والده يرحمه الله الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، حيث صدرت التوجيهات الكريمة لجهات الاختصاص بوزارة الداخلية بتشكيل اللجان الشرعية من أصحاب الفضيلة المشايخ وبمشاركة من العلماء الشرعيين والمستشارين النفسيين والاجتماعيين وأمر والده الأمير نايف يرحمه الله بأن تحمل هذه الفكرة الإنسانية اسم ( مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة ) وبدأ عمل هذا المركز الإنساني عام 2006م لاستيعاب المتورّطين في الفكر الضال وإعادة إدماجهم في المجتمع وتصحيح مفاهيمهم عن طريق الاستفادة من برامج المركز المختلفة والوصول بالمستفيد منه لمستوى فكري آمن ومتوازن له ولمجتمعه، ومساعدة المستفيد أيضاً على مواجهة التحديات الفكرية والاجتماعية التي قد تواجهه بعد اكمال تنفيذ الأحكام القضائية الصادرة بحقه، كما تساعد برامج المركز من غرر بهم لادراك أخطائهم والعودة لجادة الصواب، والاندماج بالمجتمع مواطنين صالحين ومنتجين لصالحهم وأسرهم ووطنهم. الأنشطة الرياضية في مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة ولم تتوقف جهود الأمير محمد بن نايف عند إنشاء المركز بل أخذ سموه وبشهادة المقربين منه على عاتقه الوقوف على نشاطات المركز وأهمية ضم افضل الخبراء والمستشارين النفسيين والاجتماعيين، و علماء دين وشريعة فيما يعرف بلجنة المناصحة، وكانت توجيهات سموه الكريمة للجان المناصحة دائما تؤكد على أهمية إقامة -جلسات إرشاد منفردة تتكون من عدة جلسات قصيرة في حدود الساعتين تبدأ غالباً بعد صلاة المغرب وتمتد إلى وقت متأخر من الليل وهي ليست محاضرات أو دروساً وإنما حوار مفتوح تتخلله روح المداعبة والأريحية ويتسم الحوار بالشفافية والصراحة المطلقة وذلك داخل السجون من خلال علماء دين وعالم اجتماع وتقديم محاضرات، يتم خلالها تغطية عشر مواد دراسية تتضمن – مواضيع التكفير، الولاء والبراءة، البيعة، الإرهاب، القوانين الفقهية للجهاد، والاعتداد بالنفس. وبدأت أعمال المناصحة في ذلك الحين بتنفيذ تعليمات سموه الكريم وقام المتخصصون الشرعيون بالتفاعل المباشر مع المحتجزين من خلال الحوار والنقاش، من خلال اللجان النفسية التي ضمت متخصصين نفسانيين واجتماعيين أعتمدوا على الطب النفسي وعلم الاجتماع بتقييم وضع المحتجزين وحاجاتهم الاجتماعية، وقامت اللجان التنظيمية الميدانية المنتشرة في جميع مناطق المملكة وهي لجان شرعية نفسية اجتماعية لكل منها منسق شرعي يرأسها ويشرف على سير أعمالها في سجون المناطق بأعمالها المنوطة بها. كما أمر سموه في ذلك الوقت بأن يضم المركز عددا من البرامج الإصلاحية التي يقدمها نخبة من الأكاديميين، وتضمُّ أقسام المركز مرافق تعليمية وثقافية ورياضية وترفيهية وصحية وغيرها والتركيز على التأهيل الاجتماعي والذي يهدف إلى تأهيل المستفيد وأسرته للانخراط والتعامل مع ظروف الحياة من خلال إقامة عدد من المحاضرات الاجتماعية لتأهيل المستفيدين لكيفية التعامل مع المجتمع عند خروجهم، وضمن البرنامج التأهيلي يتم إعداد برنامج لزيارة أسرته لعدة أسابيع بجانب إعطاء مكافأة مالية للمستفيدين بعد إطلاق سراحهم لمساعدتهم في الانخراط في المجتمع. ولم تغفل إنسانية الأمير محمد بن نايف أهمية الترويح لهذه الفئة المغلوبة على أمرها حيث تضمن توجيهات سموه الكريم إقامة بعض الإستراحات التابعة لمركز محمد بن نايف للمناصحة لتقديم الجانب الترويحي والرعاية والمتضمن إقامة كافة الألعاب الرياضية من ملاعب كرة قدم ومسابح وتنس طاولة وغيرها وألعاب الإلكترونية «البلاستيشن». وتنظيم أمسية ثقافية للمستفيدين أسبوعيا يتم فيها استضافة عدد من العلماء وأساتذة الجامعات في المجالات الشرعية والاجتماعية والنفسية وتطوير الذات وإدارة المشاريع الصغيرة والاستشارات المهنية. كانت هذه صورة من الصور الإنسانية المشرقة في شخصية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية في تعاملة مع المتورطين في قضايا الإرهاب والمغرر بهم التي لم تقف عند حدود الوطن وعند رضاء المواطن وأهالي المتورطين في قضايا الإرهاب بتعامل المملكة بل حظيت أيضاً بإعجاب دولي على المستوى العالمي.