يعد مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية علامة فارقة على مستوى العالم أجمع في مواجهة الفكر الضال، ومناصحة المغرر بهم، وإعادتهم لجادة الصواب، ودمجهم في المجتمع. وتم تأسيس مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية بفكرة من الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وحظيت بدعم وتأييد من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، رحمه الله، حيث صدرت التوجيهات الكريمة لجهات الاختصاص بوزارة الداخلية بتشكيل اللجان الشرعية من أصحاب الفضيلة المشايخ وبمشاركة من العلماء الشرعيين والمستشارين النفسيين والاجتماعيين وبدأ عمله عام 2006م لاستيعاب المتورّطين في الفكر الضال واعادة إدماجهم في المجتمع وتصحيح مفاهيمهم عن طريق الاستفادة من برامج المركز المختلفة والوصول بالمستفيد منه لمستوى فكري آمن ومتوازن له ولمجتمعه ومساعدة المستفيد منه أيضًا على مواجهة التحديات الفكرية والاجتماعية التي قد تواجهه بعد اكمال تنفيذ الأحكام القضائية الصادرة بحقه كما تساعد برامج المركز من غرر بهم لادراك أخطائهم والعودة لجادة الصواب ولاندماج بالمجتمع مواطنين صالحين ومنتجين لصالحهم وأسرهم ووطنهم. ويضم المركز مجموعة من الخبراء والمستشارين النفسيين والاجتماعيين إضافة إلى علماء دين وشريعة فيما يعرف بلجنة المناصحة وكانت لجنة المناصحة قد تشكلت قبل المركز بسنتين ثم تمت إعادة هيكلتها في شكل مركز رسمي. ويمثل برنامج المناصحة المرحلة الإجرائية الأخيرة لإطلاق سراح الموقوفين لدى الجهات الأمنية بصفة نهائية أو بصفة مشروطة. وتقوم لجنة المناصحة بالإشراف على برنامجين الاول جلسات إرشاد منفردة تتكون من عدة جلسات قصيرة في حدود الساعتين تبدأ غالبًا بعد صلاة المغرب وتمتد إلى وقت متأخر من الليل حسب الحال وهي ليست محاضرات أو دروس وإنما حوار مفتوح تتخلله المداعبة والأريحية ويتسم الحوار بالشفافية والصراحة المطلقة وذلك داخل السجون وفي الغالب لا تقود هذه الجلسات إلى قيام النزلاء بنقض أفكارهم والبرنامج الثاني جلسات الدراسة المطولة يقوم فيها علماء دين وعلماء اجتماع بقيادة مجموعة من 20 شخصا في برنامج محاضرات لمدة ستة أسابيع، يتم خلالها تغطية عشر مواد دراسية تتضمن المواد التالية التكفير الولاء والبراء البيعة الإرهاب القوانين الفقهية للجهاد والاعتداد بالنفس. ويضم المركز لجنة مركزية وتتكون من ثلاث لجان فرعية هي اللجنة الشرعية وتتكون من سبعة متخصصين شرعيين يقومون بالتفاعل المباشر مع المحتجزين من خلال الحوار والنقاش واللجنة النفسية وتتكون من خمسة متخصصين نفسيين واجتماعيين وتقوم هذه اللجنة اعتمادا على خبرة أعضائها في الطب النفسي وعلم الاجتماع بتقييم وضع المحتجزين وحاجاتهم الاجتماعية واللجنة الأمنية وتتكون من عدد من رجال الأمن من ذوي العلاقة واللجنة التنظيمية والتي تضم اللجان الميدانية المنتشرة في جميع مناطق المملكة وهي لجان شرعية نفسية اجتماعية لكل منها منسق شرعي يرأسها ويشرف على سير أعمالها في سجون منطقته. ويضم المركز عددا من البرامج الإصلاحية التي يقدمها نخبة من الأكاديميين وتضمُّ أقسام المركز مرافق تعليمية وثقافية ورياضية وترفيهية وصحية وغيرها منها التأهيل اجتماعي ويهدف إلى تأهيل المستفيد وأسرته للانخراط والتعامل مع ظروف الحياة وهي عبارة عن عدد من المحاضرات الاجتماعية لتأهيلهم كيفية التعامل مع المجتمع عند خروجهم، ويتم تأهيله أيضا بزيارة أسرته لعدة أسابيع، حيث هناك برنامج للأسر المستفيدين يقدمها فريق من مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية ويعتبر ما تقوم به وزارة الداخلية من إعطاء مكافأة مالية للمستفيدين بعد إطلاق سراحهم لها دور كبير في الانخراط في المجتمع. واستعان القائمون على مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية بالعلاج بالفن التشكيلي، حيث يقوم أكاديميون متخصصون في الفن التشكيلي بتقديم محاضرات وأعمال فنية بمشاركة المستفيدين تعكس مدى تجاوبه مع ما يقدمه المركز لهم. وتضم الاستراحات التابعة لمركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية والموزعة على كل الألعاب الرياضية من ملاعب كرة قدم ومسابح وتنس طاولة وغيرها وألعاب الإلكترونية. يذكر أن المركز ينظم للمستفيدين أمسية ثقافية أسبوعيا يتم فيها استضافة عدد من العلماء وأساتذة الجامعات في المجالات الشرعية والاجتماعية والنفسية وتطوير الذات وإدارة المشروعات الصغيرة والاستشارات المهنية ويتيح المركز للمستفيدين التواصل الهاتفي مع أهاليهم وذويهم بالإضافة إلى الزيارات العائلية التي تتخللها خلوات شرعية للمتزوجين منهم ويساند المركز المستفيدين عند إطلاق سراحهم بمعونة مالية تبلغ عشرة آلاف ريال لكل مستفيد.