فازت الثانوية (81) بمدينة الرياض في منافسة الإدارات المدرسية العالمية التي تنظمها "ما يكروسوفت" تحت مسمى (Pathfinder School Microsoft) على المستوى المحلي؛ مما أهلها للمشاركة إقليمياً من خلال "ملتقى شركاء التعليم بمراكش المغربية"، والآن لها موعد مع المشاركة العالمية في الملتقى الذي سيكون بجمهورية "التشيك" في "براغ" برعاية "ما يكروسوفت"، وتنظم كل عام على مستوى الإدارات المدرسية يتقدم لها مئات المدارس المميزة حول العالم، وتهدف المنافسة لاختيار أفضل (60) مدرسة حول العالم. "الرياض" التقت الأستاذة "حنان بنت إبراهيم المنصوري" -مديرة المدرسة- وتعرفت منها على كيفية تغلب مدرستها على ما يعترضها من صعوبات لتصل للعالمية، وبإمكانات لا تزيد على مثيلاتها من المدارس الأخرى، وفيما يلي نص الحوار: إدارة ذاتية * كيف تم اختيار مدرستكم لهذه المسابقة، وماهي أبرز خطوات المشاركة فيها وأهدافها؟ - كانت الانطلاقة الحقيقية لتفوق مدرستنا هي ترشيحها في برنامج الإدارة الذاتية، والحرص على تلقي التدريب على يد أفضل الخبراء حول العالم، ومن ثم الترشيح لمشروع الملك عبدالله "بوابة تطوير التعليمية ثم المدارس الأنموذج"، والذي من خلاله حاولنا أن نكون أهلاً لهذه الثقة، فأتيحت الفرصة لنا للمشاركة في المنافسة والتوقيع على مذكرة التفاهم بين وزارة التربية ومشروع تطوير وشركة "ما يكروسوفت"، وقد علمنا بهذه المسابقة من خلال تعاميم أرسلتها الوزارة طلباً للمشاركة والتنافس مع العديد من المدارس حول العالم، وتم دخول موقع المسابقة والتسجيل فيها وتعبئة النماذج بعد ترجمتها عن كل انجازات وتجهيزات المدرسة، حيث تعنى المسابقة بمساعدة إدارة ومديرة وقيادات المدارس للتدريب والتطوير وحضور الندوات واللقاءات العالمية سواءً داخل او خارج المملكة، ويتم تقييم المدرسة مرة أخرى من خلال الإنجازات الجديدة التي أضيفت للمدرسة والتي ساهمت "ما يكروسوفت" فيها وانعكست ايجاباً على طلاب ومنسوبي المدرسة، من خلال تطور أساليب واستراتيجيات التعليم والتعلم المستخدمة. والهدف من هذه المسابقة العمل مع قادة المدارس الفائزة على المستوى الإقليمي لمساعدتهم على نشر ثقافة فهم الدمج الفعال للتقنية في البيئة التعليمية، ودعم الإدارات المدرسية على بناء برامج تطوير المعلمين، والتعرف على أفضل التجارب التعليمية في أنجح المدارس حول العالم، وليتمكن قادة المدارس الأخرى التباحث معها، والإفادة من تجاربها؛ وذلك من خلال توفير الفرص والموارد لمساعدة الإدارات المدرسية على بناء تصور واضح لكيفية تحويل المجتمع المدرسي إلى بيئة تعليمية تتبنى مبادئ التعليم للقرن الواحد والعشرين، وهذا التوجه هو أحد برامج مذكرة التفاهم "شركاء في التعليم" (pil) الموقعة بين وزارة التربية والتعليم ومشروع تطوير وشركة "ما يكروسوفت". عزيمة واصرار * كيف استطاعت مدرستكم الوصول للعالمية بالرغم من أن إمكاناتها كأي مدرسة أخرى؟ - تحقق ذلك بفضل الله ثم العزيمة والإصرار، وفوز المدرسة في منافسة "ما يكروسوفت" للإدارات المدرسية، لم يأت من فراغ؛ فقد جاء بتكاتف الجهود من جميع منسوبات المدرسة من هيئة إدارية، وتعليمية، وطالبات المدرسة للسنة الحالية، واللواتي تخرجن في الأعوام السابقة، حيث تهدف سياسة المدرسة متابعة الطالبات بعد تخرجهن ومد جسور التواصل معهن، وهذه هي الثمرة الحقيقية التي تسعى إليها وزارة التربية والتعليم تماشياً مع سياسة التعليم في المملكة، وهذه أهم الإمكانات التي انطلقت منها المدرسة للتنافس عالمياً، وقد حققنا من خلال المدرسة ما تهدف إليه المسابقة لوضع تصورات جديدة لمستقبل التعليم، وتوفير الأفكار الخاصة بتطوير الإدارة المدرسية والعمل على تنمية قدرات المعلمين في استخدام "تكنولوجيا" المعلومات بفعالية داخل الفصول. فرحة لا توصف * كيف تلقيتم تفردكم بالفوز بالمسابقة محلياً وتأهلكم عالمياً مع بقية المدارس من حول العالم؟ - الفرحة بالفوز لا توصف، ومشاركة المدرسة من بين (5) مدارس على مستوى الشرق الأوسط، و (55) مدرسة حول العالم يعد إنجازاً كبيراً ولله الحمد والمنة، وهذا الفوز أهلنا بفضل الله لمشاركتنا في ملتقى "شركاء التعليم في المغرب"، وسوف نمثل المملكة قريباً بإذن الله في جمهورية "التشيك"، ومشاركة مدرستي في مثل هذه الملتقيات الإقليمية والعالمية تساهم بالإلتقاء بخبرات متنوعة من العالم ويكسب مدرستنا سمعة عالمية ويجعلها نموذجاً يحتذى، وهذا ما كنت أطمح إليه منذ بداية عملي كمديرة مدرسة، ويكفي أنّ بعض الوفود المشاركة تتهافت على جناح المدرسة للتعرّف على تجربتنا في تطوير المدارس؛ مما يجعلني وزميلاتي وطالباتي نزهو فرحاً بهذا المستوى من التطور الذي حققناه على المستوى الإقليمي والعالمي فنحن ضمن خمس مدارس فقط بهذا الملتقى الإقليمي، ومن خلال مدرستنا مثلنا مدارس المملكة وما وصلت إليه من تعليم متطور بفضل الله ثم قيادتنا الرشيدة، وهذا التميز للثانوية (81) هو الذي جعلها تشارك في مسابقة "ما يكروسوفت" التي استهدفت (60) مدرسة حول العالم. تكريم وتقدير * هل كان لفوز مدرستكم وقع على وزارة التربية والتعليم؟ - لقد تفاعلت معنا الوزارة مشكورة، وتم مؤخراً تكريم مدرستنا ومنسوباتها نظير الإنجاز الذي تحقق بفوزنا في مسابقة (Pathfinder School Microsoft) على مستوى الشرق الأوسط، وقد وجه "د.خالد السبتي" -معالي نائب الوزير- بتخصيص مبلغ (50.000) ريال للمدرسة، وجهاز حاسب آلي متطور، كما كرمت معالي الأستاذة "نوره الفايز" -النائب لتعليم البنات- بتكريمي، والمساعدة "هدى محمد الناصر"، ورائدة النشاط "مها الجبر" ومعلمة اللغة الانجليزية بالمدرسة "سارة القحطاني"، والطالبتان المشاركتان في المنافسة "فاطمة عبدالله الدريهم" و"عهد جبران الفرد"، وذلك من خلال استضافتنا لديها في مكتب معاليها بحضور "د.هيا العواد" و"د.هيا السمهري" التي استقبلتنا في مكتبها أيضاً بباقة ورد رائعة وبقصيدة كتبتها لنا خصيصاً. المسابقة تهدف إلى مساعدة قادة المدارس على نشر ثقافة فهم الدمج الفعال للتقنية في البيئة التعليمية دعم ومؤازرة * ما مدى تفاعل منسوبات وطالبات مدرستكم مع هذا الفوز وتمثيل مدرستهن المملكة إقليمياً وعالمياً؟ - ولله الحمد إدارة ومنسوبات وطالبات المدرسة هن من صنع الفوز، فلديهن إحساس عال بالمسؤولية ويقدرن الثقة التي منحت لهن، فتفاعلن بكل حماس مع برامج التطوير؛ مما أوصل مدرستنا لهذا الفوز المشرف ولله الحمد، كما أنّ الدعم المعنوي من المسؤولين بالوزارة لإدارة المدرسة ومنسوباتها وطالباتها أشعرنا بالفخر، وجعلنا نطمح لتحقيق المزيد من النجاحات، وعلى رأس من دعمونا سمو وزير التربية والتعليم، ومعالي النواب ومدير عام التربية والتعليم بالرياض، ومكتب التربية والتعليم بالشمال، ومكاتب التدريب التربوي ووحدة تطوير المدارس، جزاهم الله عنا خير الجزاء، ومن خلال هذا الدعم تولد لدينا شغف وطموح لا ينتهيان ولله الحمد والمنة ونسأل الله -عز وجل- أن يديم ذلك علينا، ونطمح بإذن الله للفوز وتحقيق النجاحات دوماً في كل المجالات التي سنخوضها من اﻵن ومستقبلاً. * كلمة أخيرة. لا يفوتني هنا أن أهدي هذا الفوز لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، ولكل مواطن سعودي، كما أهدي الفوز لوالدي، وأبنائي، وأسرتي داخل وخارج المدرسة، وأشكر "ما يكروسوفت" لدعمهم لنا وثقتهم الكبيرة بنا وبالطاقات والكوادر المميزة لدينا بالمدرسة، والشكر موصول لأعضاء الوفد السعودي المرافق لنا في "المغرب" ممثلاً في رئيس الوفد رئيس لجنة شركاء في التعليم والمحكم الدولي "أ.يوسف الشويمان"، و"د.قطب صالح" المحكم الدولي والمستشار في المركز الوطني للمعلومات، والمحكم الدولي "علي الغبيشي"، على ماقدموه لنا من دعم ومساندة.كما لا يفوتني أن أبارك للمعلمة "منى عبدالله الخضيري" على فوزها وترشحها لتمثيل المملكة في مدينة "براغ"، ونبارك أيضاً لكل المعلمات والمعلمين الذين شاركوا في المسابقة ولم يحالفهم الحظ للترشح عالمياً، حيث يعد فوزهم ووصولهم لهذه المرحلة فوزاً كبيراً وإنجازاً يغبطهم عليه الكثيرون، متمنين لهم الفوز في الأعوام القادمة -بإذن الله تعالى-، سائلين الله أن ينفع بعلم وعمل الجميع، كما أشكر جريدة "الرياض" الوسيلة الإعلامية الوحيدة التي رافقت الوفد وقدمت تغطية وافية لهذا الملتقى الهام، الذي يبرز دور المملكة وما وصلت إليه من تقدم. حنان المنصوري أمام جناح مدرستها المشارك في ملتقى «مراكش» المرأة السعودية شاركت بنجاح في المؤتمرات والمحافل العلمية العالمية