"أنادي يا حصة منيرة جواهر يا مها"، كل هذه الأسماء خليجية وإذا ذكرت سوياً تعطي انطباعاً بأننا في عمق البيت الخليجي، القصيدة سعودية للشاعر عبدالله بوراس وملحنها أيضاً سعودي هو ناصر الصالح، أما الفنان العراقي الجميل ماجد المهندس فقد أراد من هذه الأغنية تعزيز مكانته في عالم الأغنية الخليجية التي كان قد دخلها منذ سنوات بشكل استثنائي بعد نجاحه في الأغنية الشعبية "قوم درجي" التي نهلت من ينبوع الأغنية الحورانية السورية الأصيلة "يا بورديّن يابو ردانه" لذياب مشهور. أغنية "سحرني حلاها" بشكل عام لم تكن في حجم تطلعات الجمهور المتابع للأغنية، وهي مجرد طرح لأسماء نسائية "خليجية" الهدف منها مجرد لفت النظر، بعد أن كان الأمل معقوداً فيها لإعادة الماضي الجميل للأغنية الشعبية، ومع ذلك فإن خيبة الأمل من الأغنية نفسها لا يوازي حجم الخيبة من الفيديو كليب الذي صورت فيه، وبدا أن ماجد المهندس خانه التعبير واختار أسوأ طريقة يمكن أن يصور بها كليب أغنية خليجية محضة. إن حجم الإبهار في الأغنية لا يعني جمالها أو تميزها، وهذا ما يصح قوله بالنسبة لكليب أغنية "سحرني" حيث ظهر بشكل مبهر لا يمت لمعنى ولا لروح الأغنية بأي صلة، ففي قصيدة تتغزل بأسماء الخليجيات لا يصح أن تأتي بعارضات أجنبيات وتجعلهن يتراقصن سوياً وكأنهن انعكاس ل"حصة ومنيرة وجواهر ومها"!، هذا تناقض صارخ مع معنى الأغنية وروحها، وكان الأولى من مخرج الكليب أن يصور عمله بطريقة تقترب من طبيعة المجتمع الخليجي المحافظ. ماجد المهندس لابد أن يدرك ماجد المهندس أن هذا العمل بالذات متقاطع مع المجتمعات الخليجية وخاصة السعودية "بالأسماء" وأن قيمته لن تكون إلا بعد تصوير الفيديو كليب بشكل يتقاطع مع تفاصيل المجتمع الخليجي، بعيداً عن "العيون الخضر والإغراء!". لكن للأسف أن هذه الحقيقة لا يدركها أغلب المغنين، فما أن تنجح لهم أغنية حتى يصورونها بشكل مُشوه لا يحاكي معنى كلمات القصيدة. وماجد المهندس مثل غيره، اختار أغنية بلا معنى ولا هدف سوى ترديد أسماء الفتيات الخليجيات، وليته استثمر ذلك في الفيديو كليب بل ألغى الروح الخليجية تماماً عندما استعان براقصات ليؤدين دور "حصة ومنيرة وجواهر ومها"!.