شهد موسم حج هذا العام إيجابيات كبيرة نقلها مراسلو المحطات التلفزيونية العالمية الذين أكدوا في تقاريرهم اليومية, التي صنعوها من قلب المشاعر المقدسة, حجم الإمكانات المقدمة لحجاج بيت الله الحرام, والجهد الكبير الذي تبذله الحكومة بمختلف قطاعاتها لخدمة الحجيج, كما كان اللواء منصور التركي المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية يتحدث بشفافية وعبر تقرير يومي عن أبرز الأحداث التي مرت بها أيام الحج يوماً بيوم, وهو ما جعله يبدو كوزارة إعلام لوحده نظراً للدور الكبير الذي يؤديه في معظم الأوقات وخصوصاً في موسم الحج فهو يستقبل جميع من يريد استفساراً أو معلومة عن أي شيء يخص الحج خصوصاً أو معلومات أمنية. كثير من الفضائيات التي كانت تبحث في السنوات الماضية عن أي ملمح سيىء في الحج لتقوم بتضخيمه, لم تجد هذا العام سوى علامات نجاح المملكة في إدارة هذه الجموع المليونية من البشر, فلا تدافع ولا وفيات ولا أحداثاً غير طبيعية, كانت الصورة في معظم المحطات التلفزيونية تنقل الكثافة الهائلة لحج هذا العام وقدرة الحكومة السعودية على إدارة كل تلك الحشود عبر لقطات بديعة لجموع الحجيج. لكن ورغم هذه الجهود الجبارة والمخلصة لخدمة ضيوف الرحمن إلا أن ثمة صوتا مزعجا "يُغرد أو ينهق" في تويتر, هدفه اصطياد أصغر زلة وتضخيمها بشكل غير منطقي, يلغي معه كل تلك الإنجازات التي شهد بها القاصي والداني. وللأسف أن هؤلاء المغردين عبر التويتر ممن امتهنوا خلق الشائعات المغرضة وترويجها, الذين لا يهمهم البياض الناصع بل يبحثون عن أية بقعة سوداء مهما صغرت ليستغلوها وينفثوا من خلالها إساءاتهم تجاه الوطن وإنجازات الوطن, روجوا أكاذيب لا يقبلها عقل عن الحج وكأن ما تنقله الفضائيات من تقارير ليس صحيحاً, متجاهلين حقيقة أن إدارة محفل بآلاف من الأشخاص لا بد أن يصاحبه هامش خطأ بسيط غير مقصود والذي لا يلغي أبداً حجم الإنجاز في إدارة أكثر من ثلاثة ملايين نسمة يحملون ثقافات مختلفة ووعياً مختلفاً وعبر مساحة صغيرة. وليت "خفافيش" مواقع التواصل الاجتماعي يدركون أنهم يسيئون للوطن بهذه الأراجيف التي يبثونها دونما تثبت ودون إحساس بالمسؤولية.