نجح الدفاع المدني خلال موسم الحج هذا العام أن يرسخ مفهوم التوعية الوقائية للحفاظ على سلامة ضيوف الرحمن من خلال تنويع الرسائل التوعوية والإرشادية عبر كافة وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية, ووسائل الإعلام الجديد, بما يتناسب مع تنوع فئات الحجاج وتفاوت مستوياتهم التعليمية والثقافية واختلاف لغاتهم وبيئاتهم. وبدأ واضحاً تكامل استعدادات الدفاع المدني وجاهزيته لنشر ثقافة السلامة بين جموع الحجاج, قبل وصولهم إلى المملكة, وأثناء وجودهم بالعاصمة المقدسة والمدينة المنورة, والمشاعر من خلال الخطة المحكمة التي أعدتها الإدارة العامة للعلاقات والإعلام بالدفاع المدني والتي اعتمدت في جميع محاورها على التوعية بمتطلبات السلامة من كافة المخاطر الافتراضية التي قد يتعرض لها ضيوف الرحمن والتي تضمنتها خطة تدابير مواجهة الطوارئ خلال موسم الحج, إلى جانب الحرص على الاستفادة من المزايا النسبية لكل وسيلة من وسائل الإعلام والاتصال الجماهيري. فكانت الرسائل التوعوية والإرشادية على الشاشات التليفزيونية والرسائل المصورة هي الحل الأمثل للتواصل مع من لا يجيدون القراءة والكتابة من الحجاج في حين كانت المطبوعات التوعوية المترجمة هي الوسيلة المثلى للتعريف بمتطلبات السلامة بين الفئات الأخرى, بينما كانت التوعية عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب, من أفضل الطرق للوصول إلى شرائح واسعة من الحجاج حتى قبل وصولهم إلى المملكة. ثلاثة محاور أساسية وأوضح مدير الإدارة العامة للعلاقات والإعلام بالدفاع المدني العقيد صالح بن علي العايد, أن خطة التوعية خلال موسم الحج ارتكزت على ثلاثة محاور أساسية, الأول يبدأ تنفيذه قبل وصول الحجاج إلى المملكة, وشمل إنتاج عدد من الفلاشات التوعوية المترجمة إلى 5 لغات, تم توزيعها على أكثر من 70 قناة تليفزيونية فضائية في جميع دول العالم, و 65 شركة طيران ناقلة للحجاج, أما المحور الثاني فاستهدف توعية الحجاج فور وصولهم إلى المطارات والموانئ البحرية والبرية بالمملكة, من خلال توزيع ملايين المطويات والبروشورات التوعوية, وعرض رسائل التوعوية من المخاطر عبر شاشات تم تركيبها في كافة منافذ وصول الحجاج للملكة وصالات الانتظار, بالإضافة إلى تزويد النقابة العامة للسيارات بحزمة من البرامج التوعوية لتوزيعها على الحجاج أثناء تنقلاتهم من المطارات والموانئ. وتركز المحور الثالث من خطة التوعية على تنمية وعي الحجاج بمختلف جنسياتهم بشروط ومتطلبات السلامة في مساكن الحجاج بالعاصمة المقدسة والمشاعر وأثناء أداء المناسك من خلال مجموعة من البرامج والأنشطة شملت تركيب أكثر من 960 لوحة «يونيبول» وشاشات تليفزيونية ضخمة في محيط الحرم الشريف والمشاعر المقدسة, وتوزيع أكثر من 50 ألف رسالة توعوية «DVD» ومليون نسخة من المطبوعات على مؤسسات الطوافة. وسائل التواصل مع الحجاج وعن وسائل تنفيذ الخطة وتأثيرها في نجاح خطة التوعية بمتطلبات السلامة من خلال موسم الحج أشار العقيد العايد إلى حرص إدارة العلاقات العامة والإعلام على تحقيق أكبر قدر من التنوع في وسائل التواصل مع الحجاج والقائمين على خدمتهم عبر عدد من وسائل الإعلام المحلية والعربية والأجنبية, لنشر المفاهيم التوعوية الوقائية ضد كافة الأخطار المحتملة بالحج, موضحاً أن الخطة تضمنت أيضاً توجيه الرسائل التوعوية عبر وسائل الإعلام المسموعة والمرئية، بالتنسيق مع محطات الإذاعة الوطنية لبث المفاهيم والرسائل التوعوية، ومنها إذاعة «FM»، بالإضافة إلى البرنامج الأوروبي باللغة الإنجليزية, وكذلك التنسيق مع القنوات التلفزيونية لبث عدد من البرامج التوعوية من إنتاج المديرية العامة للدفاع المدني, منها فيلم «السلامة في الحج»، إلى جانب بث رسالة تلفزيونية يومية بالقناة الأولى السعودية طوال أيام الحج، وأخرى باللغة الإنجليزية على القناة السعودية الثانية. وتميزت خطة الدفاع المدني للتوعية بمتطلبات السلامة في الحج بقدرتها على بناء شراكة فاعلة مع وسائل الإعلام, لتسهم بدورها في بث الرسائل التوعوية وتعزيز مفهوم الوقاية من المخاطر على أساس من الشفافية والموضوعية وتيسير حصول منسوبي وسائل الإعلام على ما يحتاجونه من معلومات وبيانات عن خطة تدابير الدفاع المدني في الحج, وذلك من خلال إنشاء مركز إعلامي متكامل استطاع أن يقدم منظومة من الخدمات التي أسهمت في تنويع قنوات الوصول بالرسالة الإعلامية والتوعوية وتفعيل المتابعة اليومية لكافة أنشطة الدفاع المدني خلال موسم الحج, وبيان السمات العامة لخطة تدابير الدفاع المدني بالحج, إضافة إلى إنشاء قناة خاصة على «يوتيوب» لبث الرسائل التوعوية والإرشادية, وبخمس لغات مختلفة وإنشاء صفحات خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» وكذلك «تويتر» أمكن من خلالها بث إرشادات ورسائل توعوية للحجاج بعدد كبير من اللغات. ويؤكد الناطق الإعلامي لقوات الدفاع المدني بالحج الرائد عبدالله بن ثابت العرابي الحارثي أن مهمة المركز الإعلامي خلال الحج تركزت على تيسير عمل كافة وسائل الإعلام المهتمة بتغطية ومتابعة أعمال الحج, فيما يتعلق بخطة تدابير الدفاع المدني لمواجهة الطوارئ, وتزويدهم بالمعلومات والبيانات الدقيقة والموثقة وتسهيل تواصلهم مع قيادات الدفاع المدني في العاصمة المقدسة والمشاعر. ثقافة السلامة والتوعية الوقائية ودلل الناطق الإعلامي لقوات الدفاع المدني بالحج على نجاح المركز الإعلامي في تحقيق أهدافه في تعزيز شراكة وسائل الإعلام لنشر ثقافة السلامة والتوعية الوقائية بالحضور الكبير لممثلي وكالات الأنباء العالمية والقنوات التليفزيونية الفضائية والصحف العربية والأجنبية للمؤتمر الصحفي الذي عقده الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة وتغطية أكثر من 50 وسيلة إعلامية من جميع أنحاء العالم لأعمال الدفاع المدني, بالإضافة إلى مشاهدي قناة الدفاع المدني على «يوتيوب» وزوار موقع الدفاع المدني على الإنترنت, الذين تجاوز عددهم مئات الآلاف, وكذلك التفاعل الكبير مع صفحات الدفاع المدني على مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت الذي أتاح الإجابة على كل التساؤلات حول المخاطر التي قد يتعرض لها الحجاج وسبل الوقاية منها. وفي ملمح آخر على نجاح الدفاع المدني في توظيف تقنيات الاتصالات والمعلومات من أجل سلامة ضيوف الرحمن كان استخدام رسائل «SMS» في مجال التوعية الوقائية وتنمية الوعي بمتطلبات السلامة في الحج حيث بثت المديرية العامة للدفاع المدني أكثر من 3 ملايين رسالة «SMS» لتوعية وإرشاد حجاج بيت الله الحرام بمتطلبات السلامة وتجنب المخاطر في جميع مناسك الحج تضمنت هذه الرسائل إرشادات وقائية لتجنب مخاطر الحريق في مساكن الحجاج بالعاصمة المقدسة والمدينة المنورة وتعليمات للوقاية من الحوادث التي يمكن أن تحدث بسبب الزحام والتدافع داخل المسجد الحرام والمنطقة المحيطة به, وأثناء صعود الحجاج لعرفة والنفرة باتجاه مزدلفة, وكذلك إرشادات للسلامة أثناء رمي الجمرات, وإرشادات خاصة بمخاطر السيول والأمطار, وأثبتت هذه الرسائل فاعليتها في تنظيم تفويج الحجيج إلى المسجد الحرام, ووقف حركة التفويج في حالات اكتمال الطاقة الاستيعابية لصحن الطواف والمسعى. وعن مقومات نجاح خطة الدفاع المدني في مجال التوعية بمتطلبات السلامة خلال أعمال الحج مد جسور التواصل الفاعل والتعاون مع شركات الحج ومؤسسات الطوافة لتوسيع مظلة التوعية الوقائية, من خلال تزويد شركات الحج والطوافة بالأفلام التوعوية والملصقات الإرشادية والكتيبات المترجمة والتي قدمت شرحاً تفصيلياً للإجراءات الصحيحة في تجنب المخاطر خلال أعمال الحج وتعريفاً بالتصرف السليم في حال وقوع الحوادث المختلفة.