خلال أسبوع واحد (في يومي 23/4 و 29/4/1426ه) نثر الكاتب الكبير الأستاذ عابد خزندار من درر قلمه الفياض مقالين في جريدة «الرياض» خصصهما لمنطقة جازان.. وليس لكل مافي جازان، بل لما هو المشكلة المتأصلة في هذه المنطقة وهي مشكلة البيئة الصعبة المراس، المتوحشة، التي تحتاج لمن يحشد كل الطاقات لترويضها. كانت عناوين المقالين معبرة عن الموضوع وخصوصيته. في المقال الآول كان العنوان (وقاع الأرض جيزان) قال فيه: (وكان انطباعي عن جيزان أنها تحتاج لمعجزة لتنميتها)- متحدثاِ عن زيارته لها عام 1382ه ثم استطرد بعد ذلك: (ولم تتحقق هذه المعجزة حتى الآن). وفي المقال الثاني كان العنوان: (كارثة مدينة) ذكر فيه ماتوصلت إليه لجنة من الخبراء زارت جازان قل أربعين عاماً لدراسة مشكلة انهيار المنازل فيها، ثم ذكر زيارته لجازان في سنوات الطفرة وكيف ظن أنها ستأخذ نصيبها من بناء البنية التحتية والتنمية إلا أن المشكلة (يقصد مشكلة مياه الصرف والمياه الجوفية) مازالت قائمة. ثم يأمل في ختام مقالته هذه أن يكون رفع معاناة مدينة جيزان في أولويات سمو الأمير محمد بن ناصر الذي يعرف إخلاصه لوطنه ولعمله، مما يجعله يؤمل الخير الكثير لجيزان على يديه. وأود أن أقول لاستاذنا الكاتب الكبير: لافض فوك ولاجف قلمك. فأنا بدوري أؤمل في سمو الأمير محمد بن ناصر الخير الكثير لهذه المنطقة. ولكن المعجزة التي ينتظرها الأستاذ عابد خازندار لن تحصل من ذاتها. فلا بد من آلة عظمى تحدث هذه المعجزة وتكون للأمير عوناً وساعداً. وكنت وجدت في زيارة سموولي العهد للمنطقة الشرقية وتدشينه لمشروع الجبيل -2 في أواخر العام المنصرم مناسبة مواتيه للإشارة في مقال نشرته (الاقتصادية) إلى المعجزة التي أحدثتها الهيئة الملكية للجبيل وينبع وأن منطقة جازان بحاجة إلى هيئة مماثلة ترصد لها الأموال التي تجعلها قادرة على إنشاء البنية التحتية وإصلاح البيئة القاسية والوقت الآن ملائم لذلك من حيث توافر الموارد المالية. وليس المطلوب من مثل هذه الهيئة - تحت أي شكل كان أو مسمي- أن تقوم مقام الجهات الأخرى في تنفيذ مشاريعها التي تخصها (كالمستشفيات والكليات الجامعية والمنشآت السياحية والمشاريع الزراعية أو غيرها) بل المطلوب هو أن تنسق بين هذه المشاريع وأن تقوم من جانبها بتمويل المشاريع الأساسية لتطوير البيئة وإصلاحها، لتكون جاذبة للمستثمرين والزراع والسياح والتجار وطلبة العلم وفوق هذا وذاك قادرة على استرداد بعض أبنائها الذين هجروها لأنها لم تكن سهلة القياد ولا لينة المهاد أنها منطقة تستحق أن تتطور.