هذا هو عنوان كتاب للروائي علاء الأسواني، إلا أنني كنت قد استبدلت كلمة « مصر» بالأمانة، وكنت قد ابتعت هذا الكتاب والذي هو مجموعة من المقالات من القاهرة قبل بدء حراك شعب مصر بأيام قليلة، المقالات جميعها كانت تحكي في كل واحد منها تفاصيل الحياة السياسية والاجتماعية ونظام الحكم اليومية بوصف رائع بروعة كاتبه الذي نال عددا من الجوائز الثقافية العالمية. استعرت العنوان بعد أن اطلعت على رد أمانة الشرقية في عدد الأربعاء الماضي على مقال « رحيمة والجبيل وصفوى وأشياء أخرى» للتأكيد على أن أمانة المنطقة الشرقية وأدائها بدأت غير مقنعة إطلاقا ليس للإعلامين فقط و التي لا تعترف كيف تحترم أقلامهم أو تفرق بين طروحاتهم بل للمتعاملين مع خدمتها المضحكة والمبكية في آن واحد، من نفق لا يتجاوز طوله أمتارا معدودة يغلق للمرة الألف إلى لخبطة في تنفيذ المشاريع وعلاقة مربكة مع المجلس البلدي وغيرها من أشياء عديدة لا يتسع المجال لذكرها. لقد عاصرت تلك الأمانة قبل أن تصبح أمانة وعاصرت أكثر من أمين ورئيس بلدية وعلى العموم فقبل أن نكتب سوف نستأذنكم في الكتابة. لقد جاء الرد على كاتب، لايفرق بين الجبيل التي ولد بها وبين رحيمة التي عاش بها وبين صفوى التي مر عليها، هذا الرجل الذي لا يعرف أن ميزانيات الثلاث مدن مفصولة هيكليا عن ميزانية أمانة الشرقية ويطالب بفصلها وأن يتولى مجلس المنطقة ومجلس بلديتها المسؤولية عنها. جاء الرد مخيبا ، حيث جهل الكاتب الذي نزل فجأة من القمر لينصح بالابتعاد عن الاجتهاد المركزي للخبطة أمانة الشرقية التي لا تعرف أن تدير نفسها فكيف لها بإدارة المدن الثلاث ليقع الرد في « أن دور الأمانة يقتصر على الإشراف الإداري والمالي ومتابعة المشاريع المعتمدة للبلديات المذكورة»، يا لضيعة الكتابة والأمانة والعلاقات. لا أريد إضافة مزايا هي عورة في أداء أمانة الشرقية ، ولا أريد أن أضيف على المشهد البائت لهذا الأداء ، فكل بقعة وحي ورصيف يشهد على ذلك ، في وقت يأتي فيه الرد « وهنا نود من الكاتب لو أنه استفسر قبل كتابة مقاله من الأمانة ليتم تزويده بالمعلومات الدقيقة»، عذرا فلقد دخلت مبنى الأمانة منذ وقت طويل وعاصرت تلك الأمانة قبل أن تصبح أمانة وعاصرت أكثر من أمين ورئيس بلدية وعلى العموم فقبل أن نكتب سوف نستأذنكم في الكتابة. أملنا الوحيد والدائم اهتمام سمو أمير المنطقة واهتمام سمو نائبه بتفعيل المشاريع ودقة تنفيذها الزمني بمواعيد مجدولة وهذا ما جاء في اجتماع سموه الأسبوع الماضي وتأكيد حرصه على إنهاء المشاريع الخدمية ولأننا إن شاء الله من الصالحين الذين يعرفون بدقة المسؤولية الاجتماعية الإعلامية ويتحملونها، فإننا نعرف وبدقة التقارير التي تشير إلى أداء الأمانة الممل وعدم رضا الجمهور ، وبالتالي فنحن لا نريد أن نزيد الطين بلة، فلقد تحول أسلوب أمانة الشرقية إلى دكة الاحتياطي ككتاب علاء الأسواني في وصفه للحالة المصرية. [email protected]