طلبت ولاية نيويورك من الحكومة الاتحادية أمس الاول الأربعاء دفع جميع تكاليف إزالة آثار العاصفة ساندي التي اجتاحت شمال شرق الولاياتالمتحدة هذا الأسبوع ودفع تكاليف جميع الأضرار. وقال حاكم نيويورك أندرو كومو إنه يطلب من الرئيس باراك أوباما وهو ديمقراطي مثله دفع التكاليف بالكامل والتي تقدر بنحو ستة مليارات دولار في وقت مازالت فيه ميزانيات الولاية وأجهزة الحكم المحلي تعاني من ضغوط بسبب ضعف الانتعاش الاقتصادي. ويخالف ذلك ما حدث العام الماضي عندما دفعت الحكومة الاتحادية 75 بالمئة فقط من خسائر قدرت بنحو 1.2 مليار دولار دفعتها نيويورك لإزالة آثار الإعصار ايرين. وطالب عضوا مجلس الشيوخ عن نيوجيرزي الولاية الأخرى التي تضررت بشدة من الإعصار كذلك الحكومة الاتحادية بتغطية نسبة أكبر من المعتاد من التكاليف نظرا لحجم لكارثة والضغوط التي تتعرض لها خزانة الولاية. وكتب السناتور لوتنبرج والسناتور روبرت مينينديز وهما ديمقراطيان خطابا لأوباما قالا فيه "العواصف التي اجتاحت نيوجيرزي في الفترة الأخيرة شكلت بالفعل عبئا كبيرا على ولايتنا وأجهزة الحكم المحلي التي اضطرت لتغطية تكاليف الاستجابة للعاصفة وستحتاج لمساعدة للانتعاش بعد الإعصار ساندي." واضاف الخطاب "في حين ندرك أن الحصة التي تتحملها الحكومة المحلية عادة ما تكون 75 بالمئة من إجمالي التكاليف فإن الحجم الاستثنائي وغير المسبوق للدمار الذي ألحقه الإعصار ساندي بولايتنا يجعلنا نطلب تعديل النسبة إلى ما بين 90 ومئة بالمئة." ولم يرد حاكم ولاية نيوجيرسي كريس كريستي وهو جمهوري لدى الاتصال به للتعليق. وجاب أوباما وكريستي المناطق المنكوبة في نيوجيرزي الأربعاء وأبلغا السكان انهما يتحركان بسرعة لجلب المساعدات لهم. وقال طومسون دي نابولي مراقب الحسابات في نيويورك إن واشنطن يجب أن تدفع التكاليف بسبب الضغوط المالية المستمرة منذ فترة طويلة على الحكومات المحلية بسبب الكساد بين عامي 2007 و2009." وقال دي نابولي في حديث لرويترز "أعتقد أن التركيز يجب أن ينصب على واشنطن لاسباب واضحة.. لديها موارد كبيرة. يمكنها طبع النقود لا يمكننا القيام بذلك هنا ونظرا لحقيقة أن هذه ليست كارثة نيويورك وحدها انها كارثة قومية لذلك يتعين على الحكومة الاتحادية التدخل والقيام بدور كبير." وتابع "المشكلة هي أن موارد الولاية محدودة. لقد أعددنا تقرير منتصف العام قبل أسبوع أو أسبوعين وقد أظهر تراجع إيرادات الضرائب." ويتعين على أغلب الولاياتالأمريكية موازنة ميزانياتها على عكس الحكومة الاتحادية والأمر يرجع للرئيس أوباما في تقرير ما إذا كان سيغطي التكاليف من الأموال الاتحادية. وقال مات ماير وهو مسؤول بارز سابق في وزارة الأمن الداخلي "الرئيس بامكانه زيادة النسبة. 75 بالمئة هي الحد الأدنى وليس الأقصى." وقال ماير إنه إذا قبل أوباما تغطية التكالف بالكامل ستعلن وكالة إدارة الطوارىء الاتحادية ذلك. وتابع ماير الذي عمل بوزارة الأمن الداخلي في عهد الرئيس السابق جورج بوش إن بوش سمح بتغطية كاملة لتكاليف بعض الولايات التي تضررت من الإعصار كاترينا عام 2005. من ناحية اخرى ذكرت شبكة التلفزيون الاميركية سي ان ان الخميس ان اكثر من مليون لتر من الديزل تسربت الى سواحل نيويورك بعد مرور الاعصار المدمر ساندي بينما تستمر الجهود لتنقية المياه. ونجم تسرب حوالى 1,136 مليون لتر عن تشقق في خزان مصفاة في نيوجرزي قريبة من نيويورك وتملكها شركة موتيفا التي تديرها الشركة النفطية العملاقة شل. وينظم خفر السواحل الاميركيون عملية التنظيف مع حوالى مئة رجل يقيمون سدودا عائمة لتطويق التسرب، كما قالت سي ان ان. وتعذر الاتصال بخفر السواحل وشل للتعليق على هذه المعلومات. الى ذلك قال المراقب المالي لمدينة نيويورك إن تداعيات ساندي تكبد المدينة ما يصل إلى 200 مليون دولار يوميا بسبب توقف أنشطة اقتصادية بشكل دائم من بيع شرائح البيتزا وحتى صفقات دمج الشركات وتعاملات أخرى في وول ستريت. وتحقق مدينة نيويورك في المتوسط ما يصل إلى ملياري دولار يوميا من أنشطة اقتصادية شتى. لكن جون ليو المراقب المالي للمدينة قال لرويترز إنها قد تفقد عشرة بالمئة أو أكثر من هذه الأموال للأبد. ولم يتضح بعد تأثير الإعصار على العاصمة المالية للعالم في الأجل الطويل لكن من المتوقع أن تستعيد المدينة جزءا كبيرا من هذا النشاط. وقال ليو "خلال الأيام القليلة الماضية تراجع النشاط الاقتصادي إلى نحو 20 بالمئة من حجمه المعتاد. هذا انخفاض شديد. ومن المرجح ألا يعود النشاط إلى 100 بالمئة قبل فترة من الوقت." آثار الدمار في جورهام بولاية ماين (أ.ب) ميت رومني يشارك في توزيع زجاجات المياه في منطقة منكوبة (أ.ب)