سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
طائرات النظام السوري تواصل قصف المناطق المدنية.. وثمانية قتلى في انفجار قرب مقام السيدة زينب بدمشق مطار حماة العسكري يتحول لمعتقل تمارس فيه أبشع أنواع التعذيب
قتل ثمانية اشخاص على الاقل واصيب العشرات بجروح أمس جراء تفجير عبوة ناسفة قرب مقام السيدة زينب جنوب شرق دمشق، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد في بيان "استشهد ثمانية مواطنين على الاقل واصيب العشرات بجروح اثر انفجار عبوة ناسفة كانت مزروعة بدراجة نارية، بحسب المعلومات الاولية، وانفجرت امام فندق آل ياسر قرب مقام السيدة زينب". كما شنت الطائرات الحربية أمس غارات جوية على مناطق سورية مختلفة لا سيما في ريف دمشق وشمال غرب البلاد، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. واشار المرصد الى ان مناطق الغوطة الشرقية الى الشرق من العاصمة تعرضت "منذ صباح أمس الأربعاء لاكثر من 20 غارة جوية استهدفت بساتين ومدن وبلدات الغوطة"، منها "اربع غارات جوية على مدينة عربين ومحيطها" حيث قتل مقاتل معارض في اشتباكات مع القوات النظامية. وكانت الطائرات المقاتلة نفذت خمس غارات جوية على بساتين بلدة سقبا ودوما، بحسب المرصد الذي اشار الى ان اعمدة الدخان شوهدت تتصاعد من المناطق المستهدفة. وافاد المرصد عن وقوع اشتباكات بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية التي تحاول اقتحام مدينة حرستا في ريف دمشق، بينما تتعرض بلدة زملكا للقصف وتدور اشتباكات في محيط البلدة وبساتين الغوطة الشرقية. وكانت مناطق الريف لا سيما الواقعة الى الشرق من العاصمة، هدفا لغارات جوية مكثفة الثلاثاء، تزامنا مع شن طائرات مقاتلة غارة هي الاولى على مدينة دمشق استهدفت حي جوبر (شرق). في محافظة إدلب (شمال غرب)، قال المرصد ان مدينة معرة النعمان الاستراتيجية الخاضعة لسيطرة المقاتلين تتعرض لقصف بالطيران الحربي والمدفعية، بينما "تدور اشتباكات عنيفة عند مدخلها الجنوبي في محاولة لاقتحامها". وتستمر الاشتباكات في محيط معسكر وادي الضيف المحاصر "بين القوات النظامية (من جهة) ومقاتلين من جبهة النصرة (الاسلامية المتطرفة) ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة" من جهة اخرى، بحسب المرصد. ويحاصر المقاتلون المعارضون المعسكر القريب من مدينة معرة النعمان منذ سيطرتهم عليها في التاسع من اكتوبر، مما سمح لهم بإعاقة امدادات القوات النظامية. على صعيد آخر، أكد سجناء سابقون وناشطون والمرصد السوري لحقوق الانسان ان مطار حماة العسكري في وسط سوريا تحول الى سجن "تمارس فيه ابشع انواع التعذيب والقتل" في حق آلاف المعتقلين الذين تكتظ بهم ابنية المطار الشاسع منذ اشهر. وقال المرصد في تقرير ان مطار حماة العسكري "تحول الى سجن ومعتقل لصالح جهاز المخابرات الجوية، احد اقسى الفروع الامنية واكثرها بطشا وتنكيلا بالمعتقلين. ويحتجز فيه الآلاف من أبناء محافظة حماة، كبارا وصغارا، وتمارس عليهم أقسى أنواع التعذيب والقتل الوحشي دون رادع اخلاقي او تأنيب ضمير". واوضح المرصد السوري في تقريره ان السلطات السورية تقوم منذ منتصف مارس 2011 "بحملات اعتقال محمومة تطال كل من كان هو محل شك وكل من كتب به تقرير من الوشاة والمخبرين من دون ان يتم التأكد حتى من صحة الوشاية". ونتيجة لذلك، "امتلأت السجون واكتظت بساكنيها، فبدأت السلطات باستعمال الكثير من المرافق العامة كسجون، مثل ملاعب كرة القدم او المدارس او بعض المراكز الحكومية والعسكرية"، ومنها مطار حماة، بحسب المرصد. ومنذ ستة اشهر تقريبا، تمكنت القوات السورية النظامية من السيطرة على مدينة حماة بعد اشتباكات عنيفة بينها وبين مجموعات مقاتلة معارضة استمرت اسابيع. ومنذ ذلك الحين، تحرص هذه القوات على الامساك بيد من حديد بالمدينة، بحسب ناشطين. وقال المتحدث باسم مجلس ثوار حماة ابو القاسم الحموي في اتصال هاتفي ان "الجيش السوري الحر انسحب من المدينة بسبب عدم توازن القوى. وتحولت المدينة الواقعة في وسط البلاد الى نقطة عسكرية توزع الى باقي المحافظات طائرات ميغ وسوخوي تنطلق من المطار العسكري في حماة". وتابع "ولكي يكرس النظام سيطرته على المدينة ذات الاهمية الاستراتيجية، يقوم بعمليات اعتقال لا تعد ولا تحصى بقصد الحفاظ على المنطقة دائما (نظيفة)، من وجهة نظره". وتابع "منذ ستة اشهر، اعتقل الآلاف وتعرضوا للتعذيب. الاعتقال والتعذيب اكثر صعوبة من الموت، انه شيء فظيع لا يمكن تصوره"، مضيفا "انا شخصيا اهرب من مكان الى آخر كل يوم حتى لا اتعرض للاعتقال". واشار ابو القاسم الى وجود "اكثر من مئة حاجز يوميا" في حماة تقوم بتوقيف الناس، اضافة الى حملات دهم تحصل طوال ساعات الليل والنهار. واكد ان النظام "جاء بشبيحة الى المطار لقيادة وتنفيذ اعمال التعذيب والاعتقال. هذا المقر تحول الى اسوأ مكان للتعذيب". واوضح المرصد السوري لحقوق الانسان انه بنى تقريره على زهاء 700 حالة تم توثيقها في المعتقل، مشيرا الى ان عددا كبيرا من المعتقلين "قضوا تحت التعذيب". وقال ان جثث البعض من هؤلاء بقيت اياما بين المعتقلين، قبل ان يتم اخراجها. ونقل عن ناشط امضى فترة اعتقال في مطار حماة انه "يتم تكديس السجناء في ملاجىء الطائرات ليصل عددهم أحيانا في الملجأ الواحد إلى أكثر من خمسمئة". وقال المعتقل السابق الذي لم يذكر اسمه "يمكن للمرء ان يتخيل كيف يكون الوضع في فصل الصيف عندما تتخطى درجات الحرارة الخمسين درجة مئوية، وهو ما ادى الى وفاة الكثيرين". وتمارس في مطار حماة، بحسب ناشطين سبق لهم ان اعتقلوا فيه، كل انواع التعذيب المعروفة، من استخدام التيار الكهربائي لصعق المعتقلين، الى اذلالهم جنسيا، الى تعريتهم وضربهم بقسوة، وجلدهم، وسوء تغذيتهم واطلاق كل اسماء الحيوانات عليهم، اضافة الى ابتزاز ذويهم بالمال. وقال المرصد انه "وثق عشرات الحالات المختلفة من قتل وتعذيب واصابات مختلفة وعاهات مستديمة"، متحفظا عن ذكر اسماء ضحاياها حاليا "حفاظا على سلامة عائلاتهم ومنعا لمحاسبتهم مرة اخرى". واوضح انه اعتقل في زنزانة مساحتها اربعة امتار بثلاثة "كان يوجد فيها 57 شخصا". وذكر انه تعرض للضرب بينما كان جاثيا على ركبتيه، ولتعذيب يطلق عليه عبارة "الشبح" ويقضي بتكبيل يدي المعتقل بأعلى السقف وهو واقف على كرسي، يسحب من تحته لاحقا ليصبح واقفا على رؤوس أصابعه. ثم تربط احدى قدميه للأعلى بالحبل نفسه الذي ربطت به يداه "ويترك السجين ساعات" على هذا النحو. واشار الى انه تعرض ايضا لاحراق قدميه بالجمر. واضاف مراد ان الزنزانة تنبعث منها "رائحة الدم الممزوج مع القيح العفن والعرق".