توفيت امرأة بدينة إثر تعقيدات ومضاعفات نادرة لعملية ربط معدة لجأت إليها لتبديد مخاوف ابنها وتخليصه من الحرج الذي كان يعاني منه. واستمعت هيئة تحقيقات قضائية إلى أن سوزان ميرفي ( 29 عاماً) كانت تسعى بكل ما أوتيت من قوة للتخلص من الوزن الزائد حتى يتسنى لها أن تستمتع بحياتها بكل نشاط وحيوية مع ابنها الوحيد. لقد كان وزنها يزيد على (118) كيلوجراما فأعربت عن خشيتها من أن تتسبب السمنة الزائدة لديها في مشاكل لابنها جاكوب عندما يترعرع ويشب عن الطوق. ولأجل هذا فقد خضعت لعملية جراحية روتينية لتربط المعدة وتكللت بالنجاح بيد أنها أصيبت بمضاعفات عديدة وفشل لعدد من أعضاء جسمها - الأمر الذي أودى بحياتها بعد أربعة أيام من العملية الجراحية الرامية إلى التخسيس وإنقاص الوزن. وقد تليت أمام هيئة التحقيق رسالة تقطع نياط القلوب كانت سوزان قد تركتها تحت وسادة جاكوب قبل إجراء العملية، جاء فيهاً: "إلى ابني الجميل. قصارى ما وددت منك أن تعلمه هو أن أمك إنما أقدمت على ما أقدمت عليه لأجلك ولأجلي. فقد ظلت أمك تنوء بحمل ثقيل فوق رأسها وفي قلبها وبدنها لأطول مدة تستطيع تذكرها. ولا أريد لك أن تتأثر أنت أيضاً بذلك." وأردفت تقول في مذكرتها: "إنك تعلم أن أمك امرأة قوية وهي مستعدة لأن تفعل أي شيء لأجلك وأن تأتي لك بالنجوم من السماء إن استطاعت إلى ذلك سبيلاً. بيد أن مشكلة الوزن الزائد أحتاج فيها إلى من يمد لي يد المساعدة. لذا عندما صرح الأطباء الرائعون بأن بوسعهم مساعدتي على التخلص من الوزن الزائد ، فقد فكرت أمك ملياً وبعد نظرة متأنية قررت إجراء العملية." وأشارت سوزان في رسالتها إلى أنها كانت ترغب في بداية جديدة لها ولابنها الذي أعربت له عن مكنون حبها قائلةً إنه بالنسبة لها بمثابة الأكسجين وترغب في أن توفر له أسعد حياة ممكنة. أما شقيقتها ليندا ريتشاردسون ، فقد قالت في بيان أدلت به بخصوص أختها: "إنها كانت بدينة وكانت تشعر بأن البدانة حرمتها من فعل الكثير من الأشياء التي كانت تود القيام بها لأجل جاكوب." يشار إلى أن سوزان أجريت لها العملية في مستشفى هدرسفيلد الملكي في نهاية الشهر الماضي وهي عملية يتم اللجوء إليها في الحالات بالغة الخطورة والحرج حيث تنطوي على إحداث كيس في الجزء العلوي من المعدة وإزالة جزء من الأمعاء مما يعني أن المريض لا يمكنه إلا أن يتناول وجبات خفيفة ويتم امتصاص الطعام في الجسم بمزيد من الصعوبة. وقال الدكتور بريان دوبنز استشاري الجراحة أمام هيئة التحقيق في أسباب الوفاة والتي انعقدت في هدرسفيلد إن حالة سوزان تدهورت بعد إجراء العملية بيد أن عملية استكشافية أخرى أظهرت أنها أصيبت بعدوى بكتيرية يصعب علاجها. غير أن تحقيقا مستقلا أشار إلى أن الوفاة تندرج تحت رد الفعل البدني تجاه العملية وهو رد فعل مميت يسمى "متلازمة الاستجابة الالتهابية."وأفاد بأن رد الفعل الذي أبدته سوزان تجاه العملية الجراحية كان مدمراً ما أدى إلى وفاتها.