تقوم الندوة العالمية للشباب الاسلامي بجهود جبارة في خدمة حجاج بيت الله الحرام خلال موسم الحج لهذا العام 1433ه وذلك بتنظيمها عددا من البرامج التطوعية والخدمية لخدمة وراحة ضيوف بيت الله الحرام حيث نفذ مكتب الندوة العالمية للشباب الاسلامي بالعاصمة المقدسة مشروع حفظ الأمتعة هذا العام 1433ه ، كخدمة منها لحجاج بيت الله الحرام ،وتُعنى فيه الندوة بكوادر الشباب المؤهلين الذين يتجاوز عددهم (130) شاباً، بين عاملين ومتطوعين للقيام بهذا المشروع، واضعة نُصب عينيها خدمة الحاج تحت إشراف مباشر من أمانة العاصمة المقدسة. شباب متطوعون يقدمون الخدمات الصحية للحجاج ويقول أشرف خراط من المشرفين على المشروع بأنه يأتي من منطلق إيماني، حيث قال رسول الله :( إن لله عباداً اختصهم لقضاء حوائج الناس حببهم إلى الخير وحبّب الخير إليهم، هم الآمنون من عذاب الله يوم القيامة). وتقوم فكرة المشروع على استلام أمتعة الحجاج وحفظها، من خلال المواقع المخصصة له في مشعر منى، فيتم استلام أمتعة الحاج من قبل المتطوعين، ويكون هناك لاصق ملون مكون من جزأين، أحدهما يكون مع الحاج والآخر يلصق على الأمتعة مدون عليه اسم الحاج ورقم الهاتف ورقم الرف، ووقت الاستلام والتاريخ، لكي يتسنى له استرجاع أمتعته بعد أداء مناسك الحج بكل يسر وسهولة. وآخرون سخروا وقتهم لخدمة ضيوف الرحمن الشباب المؤهل ويقول المهندس (سلمان جان) مدير مكتب الندوة بالعاصمة المقدسة: انه تم اختيار الندوة العالمية من قبل أمانة العاصمة المقدسة لتشغيل وإدارة المشروع، ما يعكس ثقتها في الندوة التي تقدم يوماً بعد يوم صورة مشرقة للعمل التطوعي، الذي يسهم في نماء الوطن وسلامة مجتمعه. وأوضح أن الإعدادات للمشروع، تمت بتجهيز فريق عمل والتنسيق مع أمانة العاصمة وقوات الأمن العام، والقيام بتأهيل وتدريب 120 شاباً وتدريبهم ليقوموا بخدمة الحجيج على أكمل وجه، من خلال هذا المشروع المبارك، الذي يرتكز في (3) مواقع، تبدأ من نهاية مزدلفة وتنتهي عند جسر الجمرات. قطار المشاعر ويؤكد (زكي يماني) مشرف بالمشروع، أنه تم تنفيذ المشروع العام الماضي، ونجح في تحقيق غرضه إلى حد كبير، فللمشروع أهميته سواء لدى أمانة العاصمة أو خطة سير الحجاج لدى قوات الأمن العام ، ولا ننسى مشروع القطار الذي سيكون له مواقع جديدة لحفظ الأمتعة، فلا يعقل أن يحمل الحاج متاعه داخل القطار. وعن إقبال شباب مكة على هذه الأعمال يذكر (عبدالله علوي) مدير الإعلام بالندوة: أن شباب مكة يمتازون بحبهم لهذه الأعمال ويحسنون تعاملهم مع الحجيج، نظراً لما استمدوه من خبرة كبيرة وأداء لمثل هذه الخدمات كل عام، وهذا ليس بمستغرب على هؤلاء الشباب الذين يستقبلون الحاج بابتسامة ودعاء بقبول الحاج، بل يتسابقون لحمل المتاع عنه وتوفير الراحة اللازمة له. وأضاف بأن المشروع حضاري وضروري وجديد من نوعه، ويضمن الحفاظ على أمتعة الحجاج الذين كانوا يتعرضون للسقوط في الزحام لانشغالهم بحمل أمتعتهم بل وتعرض بعضهم للوفاة جراء ذلك. المرأة في الزحام ويعلق (محمد بن لسود) أحد مشرفي المشروع ومنسقيه بالندوة على دور المشروع الخدمي بأنه: قد لا يشعر بأهميته إلا من جرب الزحام في الحج، وكيف يكون الحاج والحاجة حينها بين أمرين أحلاهما مر؟، إما أن يتخلص من أمتعته ويفقدها، أو أن يحملها ويعرض نفسه لأن يعلق في الزحام، علاوة على المخاطر التي قد تنجم عن حمله لهذه الأمتعة في حال السقوط، لا قدر الله، أو التدافع، أو السير لمسافات طويلة. الأمر أصعب إزاء حق المرأة بحكم ضعف بنيتها وحاجتها إلى من يحمل عنها متاعها، وعليه يضرب شبابنا المتطوعون بهذه الخدمة أروع الأمثلة في التراحم، والتآزر بين أفراد المجتمع المسلم، الذي هو كالبنيان المرصوص، كما قال الرسول. ويفيد الشيخ عبد الإله عجلان نائب مدير البرامج الدعوية أن المشروع يؤكد على دور مؤسسات المجتمع المدني، التي تنظم عمل هؤلاء الشباب وتستقطبهم، ليقوم كل بدوره في إنجاح هذه الشعيرة العظيمة، وليست هذه البصمة الوحيدة التي تضعها (الندوة العالمية) في الحج فهي تقدم العديد من البرامج والخدمات المتنوعة للحجاج ليتكامل هذا العمل وتكتمل صورة مملكتنا الحبيبة في خدمتها وقيامها قيادة وشعباً على تيسير هذه الشعيرة العظيمة لأبناء هذه الأمة الذين تهوي أفئدتهم إليها من كل فج عميق. وعلى صعيد آخر شاركت اللجان الطبية بالندوة في خدمة الحجيج ويعد هذا البرنامج أحد أهم برامجها، ويهدف إلى المساهمة الميدانية في خدمة ضيوف الرحمن. إضافة لتدريب الطلاب على العمل الصحي في موسم الحج والاستفادة من هذا الموسم العظيم في القيام بأعمال صحية تطوعية تقرباً لله تعالى في هذه الأيام المباركة،وتبادل الخبرات وتعارف الطلاب في بقية اللجان على بعضهم . ونفذت اللجنة الطبية في الندوة هذا البرنامج للعام الخامس على التوالي، بعد دراسة نتائج العمل في السنوات السابقة، والتي عقدت لها برامج خاصة وورش عمل واجتماعات تنسيقية، ليكون البرنامج في هذا العام 1433 ه على أفضل وجه.