بعد حادثة الطفلة "تالا" توالت الكتابة عن الحادثة، وعن العاملات المنزليات ورغم أن "تالا" لن تكون الطفلة الأخيرة التي تقتل دون رحمة !! أعزائي من يذهب للمطار لاستلام عاملته سيدهش من ذلك الكم الهائل من العاملات الوافدات وسيفكر ملياً في أي نوع من البشر نحن؟! "تالا" رحمها الله قتلت ولكن كما يقال ما خفي أعظم !! هناك أطفال آخرون يعذبون وتساء معاملتهم ويتحرش بهم بسبب العمالة سواءً كانت عاملة منزلية أو سائقا !!. لقد تناول بعض الكتاب موضوع الحادثة من زاوية معاملتنا السيئة للعمالة وهذه حقيقة لا جدال فيها، نحن نعاملهم دون رحمة أو رأفة وإن ادعى البعض حسن المعاملة فهم قلة! والبعض لا يفهم بالضبط معنى حسن المعاملة ؟. ولكن مهما حاولنا أن نعرف من السبب فى جرائم القتل التى حدثت لبعض من أطفالنا ؟لا أخفي عليكم نحن أولاً و أخيراً !! فسبب مثل سوء معاملة العاملة لا يعطيها مبرراً كافياً لذبح طفلة وفصل رأسها عن جسدها !! إلا إذا كانت مريضة بمرض نفسي خطير!! وهنا قد تقتل من غير وجود ضغط سوء المعاملة، فالإنسان مهما وصلت به قسوة المعاملة فإنه لا يصل لهذه الدرجة من السيكوباتية إذا لم تكن لديه أسباب كامنة فى داخله وأخرجتها الظروف!!وإلا لو رجعنا لحقيقة أننا في المعظم نعامل خادماتنا دون رحمة لأعطينا الإذن لهن جميعا بالقتل والهرب !!. أعرف إحداهن هربت من عندها خادمة إندونيسية وقد يحكم ظاهرياً بأنها اساءت معاملتها رغم إنها تعامل الخادمات معاملة إنسانيه نادرة! لا عمل لأكثر من ثماني ساعات فى اليوم ويتخللها فترات راحة طويلة وأعمالها تنتهي الساعة الرابعة بعد الظهر بالكثير ويوم الجمعة إجازة عدا حرصها على إخراجها للترفية ومع ذلك هربت خادمتها !!. المهم،لا أريد أن نركن كثيرا لفكرة المعاملة السيئة!! وأشعر أننا نفكر بطريقة بسيطة ساذجة، فنحن نضع شخصا غريبا بيننا دون أن نعرف خلفيته وماضيه، ونسند إليه مهمة تربية أطفالنا والإشراف عليهم! ثم اذا ما آذى أطفالنا أو هرب، نفكر فقط في أن السبب سوء المعاملة!! ونتجاهل أن هذا الشخص مجهول لدينا ولا نعرف مدى اتزانه أو ما يعانيه من مرض نفسي أو حتى تاريخ من الانحراف والإجرام في بلده!!.