في موضوعي السابق عن هروب الخادمات، وجدتُ تفاعلاً من القراء وتعليقات كثيرة على الموضوع ، تراوحت بين الاحتجاج القوي على فكرة وجود عاملة منزلية في منازلنا، و أننا شعب كسول مقارنة بشعوب العالم، إلى من يتهم الأسر السعودية بأنها السبب في هروب العاملة لسوء معاملتها، وهناك من اعتقد أن من حق العاملة أن تبحث عن وظيفة بمعاش أحسن،والبعض طلب مني الكشف عن المستور!. ليس من السهل الوصول إلى سبب واحد لهروب العاملات، فبعضهن لم يكن سبب هروبهن سوء معاملة الأسرة التي تعمل عندها، و البعض قد هربن فعلاً لسوء المعاملة، والبعض بدافع الطمع والبحث عن معاش أحسن..الخ. دعوني أعد للنقاط السابقة، ولعلي أخصص الجزء الأكبر من هذا المقال للحديث عنا كأفراد وشعب كسول. نعم، نحن شعب كسول ولا أدل من إنتشار السمنة ومرض السكر بيننا، و ظاهرة العاملات في بيوتنا وبيوت دول الخليج ظاهرة مؤلمة، ففي كثير من دول العالم تعيش الأسرة من دون عاملة. في الغرب مثلا، حتى وإن استعانوا بالعاملة فلساعات محدودة فقط، أما نحن يا سادة، فالعاملة تتولى خدمتنا من إحضار صينية الفطور لتضعها أمامنا إلى تربية أطفالنا، إننا شعب اتكالي إلى درجة كبيرة وشبابنا وشاباتنا تعودوا على وجود من يقوم بخدمتهم، انظروا إلى طالباتنا في الجامعة، لا أكذب عليكم أن السلالم والقاعات الدراسية ممتلئة بمخلفات الطعام.وهذا ينطبق على شوارعنا والأماكن العامة. أعتقد أن هذه نتيجة طبيعية لمجتمع تمتلئ بيوته بالعمالة، كانت جارتي في أمريكا في السبيعينيات من عمرها وتعيش لوحدها وكان بيتها نظيفا، بينما في مجتمعنا تبدأ الشيخوخة لدينا من سن المراهقة و الشباب!!. هذه نقطة ونقطة أخرى مهمة فيما ناقشه القراء وهي نقطة أن من حق العاملة، البحث عن وظيفة أخرى، بالطبع هذه نقطة لا أوافق عليها كثيراً،فليس من حق أحد أن يستغل مالك الذي تدفعه لمكاتب الاستقدام، ويستخدمك بهدف الحضور إلى هنا ثم يقوم بالتجول والبحث عمن يدفع أكثر! أما النقاط الأخرى، كالنقطة التي تتعلق بهروب العاملات لسوء المعاملة، فتلك تحتاج لإيضاح وتفاصيل أكثر،سأترك مناقشتها في مقالي القادم إن شاء الله.