توقع جمال بن عمر مساعد الامين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص الى اليمن تأجيل مؤتمر الحوار الوطني الذي كان مقرر ان ينعقد في 15 نوفمبر القادم، وقال بن عمر مساء امس في لقاء مع عدد محدود من الصحفيين بينهم مراسل "الرياض" ان اللجنة الفنية التحضيرية للحوار الوطني تأخرت في تقديم تقريرها الى الرئيس عبده ربه منصور هادي، وهذا سيؤدي الى تعديل موعد الحوار الوطني، وأضاف: "ممكن يتأخر بعض الوقت، ولكن الرئيس اكد على ضرورة ان يبدأ المؤتمر في اقرب وقت". وسوف سيقف مؤتمر الحوار الوطني امام القضايا والتحديات الكبرى التي تواجه البلد وأبرزها القضية الجنوبية وقضية تمرد الحوثيين في صعده وكتابة دستور جديد وتحديد شكل النظام السياسي في البلد اما ان يكون رئاسي او برلماني او خليط. وأكد بن عمر ان بعض الاطراف لا تمتلك رؤية او مشروع بشان قضايا الساعة ومستقبل البلاد، يجب ان تهتم القوى السياسية ببلورة رؤى تتعلق بالقضايا التي سوف يناقشها مؤتمر الحوار الوطني، وقال: "عندما طرحت ما هو موقفكم من القضية الجنوبية وشكل الدولة، ام اسمع أي جواب.. ليس لدى بعض الاطراف مشروع او رؤية". وعبر بن عمر عن اسفة لممارسة بعض وسائل الاعلام المحلية التحريف ونشر الاخبار الزائفة ، داعيا الى هدنة اعلامية والتعامل الاعلامي المسؤل والمهني مع كافة القضايا . وقال ان على الاعلام "التركيز على ما هو اهم وهو انجاح مؤتمر الحوار الوطني ، وهذه فرصة تاريخية لليمن، قضايا الحوار مصيريه كحل القضية الجنوبية وتفادي حروب صعدة مرة اخرى... لاول مرة في التاريخ هناك فرصة لليمنيين للاتفاق على نظام الحكم او دستور جديد وهذه مهمة لا تتم في يوم او يومين بل خلال عقود". وأكد بن عمر انه وخلال زيارته ال15 لليمن منذ ابريل 2011 جرى التشاور مع جميع الاطراف حول قضايا متعدده منها تقديم المشورة والنصح فيما يتعلق بالخلافات حول التهيئة للحوار الوطني ومساعدة لجنة الحوار في اعداد ضوابط المؤتمر وتقريرها الى الرئيس، بالإضافة الى ضرورة انشاء لجنة الانتخابات لتبدأ عملها في خلق سجل انتخابي جديد حتى يتم الوصول الى فبراير 2014 وكل الترتيبات للانتخابات جاهزة. وكان الرئيس هادي التقى امس مستشاريه ورؤساء الكتل البرلمانيه وبحضور بن عمر وجرى الاتفاق على تشكيل اللجنة من القضاة. وأكد بن عمر ان هناك اطرافا كثيرة في الحراك الجنوبي سوف تشارك في مؤتمر الحوار الوطني، وقال: "لدينا اتصالات معلنه وغير معلنه.. ولدينا اتصالات يومية مع اقطاب الحراك بمختلف الاتجاهات.. الحراك ليس منظمة بل هو حركة وفيه مجموعات وشخصيات البعض منها في الداخل وأخرى في الخارج"، وأكد ان هناك مشاورات ونقاش داخلي بين جماعات الحراك المختلفة و"سنرى النتيجة في الايام او الاسابيع القادمة." ودعا بن عمر الى التعامل بشكل جدي مع القضية الجنوبية مشيرا الى ان هناك اتفاق على انها القضية الاولى في مؤتمر الحوار الوطني. وقال:"ندعو جميع الاتجاهات في الجنوب ، حراك او غير حراك الى التعامل بجدية مع فرصة الحوار الوطني". وفيما يتعلق بطلب بعض الاطراف مغادرة الرئيس السابق علي عبدالله صالح المسرح السياسي وتسليم قيادة حزب المؤتمر الشعبي العام مقابل الحصانة من الملاحقة القانونية التي حصل عليها، قال بن عمر ان "الاممالمتحدة لم تكن طرفا في الحصانة ، وان الصيغ التي تم طرحها صيغ تتعارض مع المعايير الدولية وتحفظنا عليها وطرح معيار العدالة الانتقالية بما فيها المساءلة وإعادة الاعتبار للضحايا وجبر الضرر والتعويض".