تحتفل الساحة السياسية قي تونس اليوم الثلاثاء بالذكرى الأولى لقيام أول حكومة شرعية انبثقت من رحم انتخابات شرعية يقر جميع الفرقاء السياسيين بشفافيتها ونزاهتها.. ولكن الاحتفال بهذه الذكرى الذي سبقته موجة من العنف اللفظي والمادي انخرطت فيه تقريبا كل الأطياف السياسية التي تباينت مواقفها حول أداء الحكومة الشرعية المؤقتة ونتائج سياستها ومدى سيرها في تحقيق أهداف ثورة الحرية والكرامة.. البعض (أحزاب المعارضة) التي يؤكد على فشل الحكومة يريد أن يخلع «رداء» الشرعية المطلقة على الحكومة ويستبدله بشرعية توافقية تنخرط فيها كل الأطياف السياسية ومنظمات المجتمع المدني لإنقاذ البلاد من الوضع المتردي والسير بها في طريق الاصلاح ولتحقيق ذلك قامت عدة أطراف عبر صفحات المواقع الاجتماعية بالدعوة الى تنفيذ إضراب عام في كامل تراب الجمهورية والى تعبئة استثنائية لكل الجمعيات وكل منظمات المجتمع المدني والقيام بمظاهرات في كامل البلاد للضغط على الحكومة التي ترى المعارضة أن شرعيتها انتهت بانتهاء السنة المتفق عليها مسبقاً. من جهة أخرى دعت الترويكا (الائتلاف الحاكم) بزعامة النهضة أنصارها الى الخروج في مسيرة شعبية حاشدة اليوم (23 أكتوبر) لمساندة الحكومة ودعم المسار الثوري والانتقال الديمقراطي.. كما قامت قيادات النهضة بعقد اجتماعات شعبية بعدة مناطق للتنديد بالمنادين بإسقاط الحكومة وإنهاء شرعيتها.. وقال راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة إن شرعية الحكومة لا جدال فيها وإن النهضة عمود فقري في الساحة السياسية التونسية وستنجح في الانتخابات القادمة وستستمر في سدة الحكم كما أكد رفيق عبد السلام وزير الخارجية بأن هذه الحكومة "أقوى حكومة في تاريخ تونس بعد الاستقلال" مضيفاً أن الترويكا وحركة النهضة سيتحصلون على أحسن النتائج في الانتخابات القادمة مضيفاً بأن الشرعية ما زالت قائمة "طالما المجلس الوطني التأسيسي - الذي أفرزته إرادة حرة ومستقلة - قائما". وأمام هذا التباين في الآراء والمواقف تسعى بعض الأطراف للتهدئة خوفا من الانزلاق والدخول في مواجهة لا يمكن التكهن بنتائجها، قال رئيس الجمهورية المؤقت منصف المرزوقي - الذي أشار الى أهمية هذا اليوم إن من يريد أن يتظاهر في هذا التاريخ فهذا من حقه ولكن في مسيرة سلمية ولا تضر بالأمن العام.